"النداءات القديمة للتطرف العرقي، الجنسي والديني،
والى الغيرة الوطنية الحماسية لم تعد تعمل."
قضية مَن أنا و هل أنا جيد أم سيء، هل أنا مُنجز أم لا،
كل هذا نتعلمه في الطّريق."
"أنها مجرّد رحلة
وبامكاننا تغييرها متى اردنا. انه فقط الخيار.
لا مجهود، لا مهنة، لا عمل ولا مدخرات مالية."
"أدركت أني قد أخطأت فهم اللعبة.
اللعبة كانت اكتشاف حقيقة ما كُنتُ عليه في البداية."
"كنّا نقول
كم من المهم
استحضار الثورة الجذرية
في ذهن الانسان.
الأزمة هي أزمةٌ في الوعي.
أزمةٌ لا يمكن لها بعد الآن،
تقبل المعايير القديمة،
الأنماط القديمة،
التقاليد القديمة.
وعند النظر الى وضع العالم اليوم،
مع كل هذا البؤس،
النزاع،
و الوحشية المدمرة،
العدوان،
وإلى آخره...
الإنسان
ما زال كما كان.
ما زال متوحشًا،
عنيفاً،
عدوانياً،
مستحوذاً،
تنافسياًّ.
وقد قام ببناء مجتمع وفقاً لهذه المعايير."
زايتجايست أديندوم
التكيُّف الجيد لمجتمع مريض للغاية
ليس مقياساً للصحة. جِدّو كريشنامورتي
المجتمع اليوم، يتركّب من سلسلة من المؤسسات.
.
من مؤسسات سياسية،
مؤسسات قانونية،
مؤسسات دينية.
إلى مؤسسات الطبقة الإجتماعية،
قيم أُسرية،
و التخصص الوظيفي.
من الواضح مدى النفوذ العميق
الذي تمتلكه هذه البنى التقليدية
في تشكيل مفاهيمنا و منظوراتنا.
لكن، من بين جميع مؤسسات المجتمع، التي ولدنا فيها،
والمقادون بها والمكيّفون اليها،
يبدو انه لا يوجد نظام مُسلّمٌ به،
و مُساءٌ فهمه،
كالنظام المالي.
نظام يحمل تقريباً ابعاداً دينية،
المؤسسة المالية القائمة حاليّاً تتواجد
كأعظم اشكال اليقين التي لا جدال فيها.
كيف ينشئ المال، السياسات التي يُحكم بها،
.
و كيف يؤثر حقًا بالمجتمع،
كلها اسئلة لم تهتم أكثرية سكان الأرض بطرحها.
في عالم يمتلك 1% من سكانه 40% من ثروة الكوكب.
في عالم يموت فيه 34,000 طفل كل يوم
من الفقر و الأمراض الممكن الوقاية منها،
وحيث 50% من سكان العالم
يعيشون على أقل من دولارين في اليوم...
امرٌ وحيدٌ واضح.
هناك شيء خاطئ للغاية.
وسواء كنا مدريكن بذلك أم لا،
شريان الحياة لكل مؤسساتنا،
و بالتالي المجتمع نفسه، هو المال.
لذلك، فإن فهم هذه المؤسسة ذات السياسة المالية
هو امر حاسم جداً في فهم سبب كَون حياتنا كما هي عليه.
للأسف، عادة ما يرى الناس الإقتصاد كموضوع مربك وممل.
تدفقات لا نهائية للرّطن المالي،
بالإضافة الى رياضيات تخيفهم،
تردعهم بسرعة عن محاولة فهمها.
لكن الحقيقة هي،
التعقيد المقرون بالنظام المالي ما هو إلا قناع،
قد صمم خصيصاً ليُخفي أكثر الهياكل المُشِلة اجتماعيّاً،
التي تحمّلتها البشرية حتى اليوم.
[ لا شيء أكثر يئساً من المستعبدين
الذين آمنوا زوراً بأنهم احرار. ]
- يوهان فولفغانغ فون غوتة - 1749-1832
قبل عدة اعوام،
أصدر البنك المركزي للولايات المتحدة - الإحتياطي الاتحادي،
أصدر مستنداً عنوانه "ميكانيكيات المال الحديثة".
هذه النشرة فصّلَت الطريقة التأسيسية
في إنشاء المال كما تُستخدم من قبل البنك الإحتياطي الإتحادي
وشبكة بنوك التجارة العالمية التي يدعمها.
في صفحة المقدمة، ينُص المستند هدفه:
"هدف هذا الكتيب هو شرح
العملية الأساسية لإنشاء المال
في نظام مصرفي 'إحتياطي نسبي'."
ثم يكمل شرح عملية الإحتياطي النسبي هذه
عن طريق مُصطلحات مصرفية متعددة.
ترجمة العملية هي كالتالي:
تقرر حكومة الولايات المتحدة أنها بحاجة إلى بعض المال.
فتتصل بالإحتياطي الإتحادي
وتطلب، لنقُل، 10 بليون دولار.
الاتحادي يرد قائلًا:
"بالطبع، سنشتري منكم عشرة بليون سندات حكومية ".
لذا تقوم الحكومة باستخدام بعض الأوراق،
و تطبع عليها بعض التصاميم ذات الطابع الرسمي
وتسميها "سندات الخزينة".
ثُم تُقيّم هذه السندات بـمبلغ 10 بليون دولار،
وترسلها إلى الاتحادي.
بالمقابل، متنفِّذي الاتحادي
يطبعون كمية من الأوراق "الرّائعة" بأنفسهم.
لكن في هذه المرّة، يسمونها "اوراق البنك الإتحادي المالية".
أيضًا يتم تقييم المجموعة الورقية بعشرة بليون دولار.
بعدها الإتحادي يتاجر بها مقابل سندات الخزينة الحكومية.
بمجرد اكتمال هذا التبادل،
تأخذ الحكومة العشرة بليون من أوراق البنك الإتحادي المالية،
و تودعها في حساب مصرفي.
و بهذا الإيداع،
تصبح هذه الاوراق عملة رسمية قانونية .
مُضيفةً بدورها 10 بليون الى المخزون المالي للولايات المتحدة.
وها هي، عشرة بليون من الأموال الجديدة قد أُنشِئت.
بالتأكيد، هذا المثال هو على وجه التعميم.
لأنه في الواقع، تحدث هذه الصفقة الكترونياًّ.
بدون إستخدام أي ورق على الاطلاق.
في الحقيقة، فقط 3% من ذخيرة أموال الولايات المتحدة تتواجد بشكل عملة مادّية.
الـ 97% الأُخرى متواجدة اساساً في الحواسيب فقط.
الآن، السندات الحكومية مصممة لتكون آداة للدّين.
و عندما يشتري البنك الاتحادي هذه السندات،
بمال أساساً قد أوجده من العدم،
هذا يعني ان الحكومة تَعِد
بأن تسدد ذلك المال لاحقاً إلى البنك الإتحادي.
بكلمات أُخرى، المال أنشئ من دَين.
هذا التناقض المُخدّر للعقل،
عن كيفية خلق المال او القيمة من دَين او مستحق،
سوف يتضح بشكل اكبر كلما تعمقنا في هذا الموضوع.
إذن، قد تم التبادل،
والآن، عشرة بليون دولار تتواجد في حساب مصرفي تجاري.
هنا تأخذ الأمور منحنىً مثيراً للإهتمام.
فوفقاً لإجراءات الإحتياطي النسبي،
تلك الوديعة ذات العشرة بليون دولار
ستصبح مباشرة جزءًا من إحتياطيات المصرف،
كأي إيداع اخر.
و بخصوص متطلبات الاحتياطي،
كما هو منصوص في "ميكانيكيات المال الحديثة":
" أي مصرف هو ملزم قانونياً بالحفاظ على احتياطيات
مساوية لنسبة محددة من ودائعه."
بعدها يحدد النسبة بالنص التالي: "بموجب القوانين الحالية
.
متطلبات الاحتياطي مقابل اغلبية الحسابات الجارية هي 10 بالمائة".
هذا يعني انه بايداع العشرة بليون دولار تلك،
عشرة بالمائة، أو بليون واحد، يحفظ كإحتياطي إلزامي،
.
بينما تعتبر التسعة بليون الأخرى كإحتياطي اضافي،
وبالإمكان استخدامها كأساس لقُروض جديدة.
.
الآن، من البديهي الإفتراض، أن تلك التسعة بليون
تأتي حرفيًا من إيداع العشرة بليون دولار الموجودة،
لكن، في الحقيقة هذا غير صحيح.
الذي يحدث في الواقع، أن هذه التسعة بليون دولار
بكل بساطة قد انشئت من اللا شيء
فوق العشرة بليون دولار الموجودة.
هكذا تتوسّع ذخيرة المال.
كما هو منصوص في "ميكانيكيات المال الحديثة":
"بالطبع هم" - المصارف -
"لا يقرضون المال الذي إستلموه كإيداعات.
إذا فعلوا هذا، لن ينشئ مال إضافي.
الذي يفعلوه عندما يعطوا القروض
أن يقبلوا قسائم تعهد بالدفع" -عقود القرض-
"مقابل اللإئمانات" -مال-
"الى حسابات المستقرضين."
بكلماتٍ أُخرى، التسعة بليون يمكن إنشاؤها من لاشيء.
ببساطة لأنه يوجد طلب على مثل هذا القرض،
و لوجود إيداع بقيمة 10 بليون دولار
لإرضاء متطلبات الإحتياطي.
الآن، لنفترض أن أحدًا ما دخل إلى هذا المصرف
واستقرض التسع بليون دولار المتاحة حديثاً.
وعلى الارجح انه سيأخذ هذا المال ويودعه
في حسابه المصرفي الخاص.
وهكذا تتكرر العملية من جديد.
فهذا الإيداع يصبح جزءاً من إحتياطي المصرف.
10% يتم عزلها وبدورها 90% من التسعة بليون دولار، أو 8.1 بليون
انشئت حديثاً كمال جديد متاح للقرض.
و بالتأكيد، تلك الـ 8.1 يمكن أن يتم إقراضها ويعاد إيداعها
فتنشىء 7.2 بليون إضافية.
إلى 6.5 بليون... إلى 5.9 بليون... إلخ...
تقنيًا يمكن لهذه الدورة من إيداع المال و إنشاؤه و إقراضه
أن تستمر إلى مالا نهاية.
نتيجة معدل الحساب هو أن حوالي 90 بليون دولار
يمكن انشاؤها فوق الـ 10 بليون الأصلية.
بكلمات أخرى، وبشكل مطلق،
لكل إيداع يجري في النظام المصرفي،
تقريبًا تسعة أضعاف ذلك المقدار يمكن إنشاؤه من لا شيء.
أيها المتوترين ماليا، اطلبوا من بنك أميركا الكريم
وعاءًا من المهدّىء المالي الفوري.
م-ا-ل على هيئة قرض شخصي مريح.
إذًا، الآن بما اننا فهمنا كيف يتم تكوين المال
عن طريق هذا النظام المصرفي الإحتياطي النسبي.
سؤال منطقي لكنه مضلل قد يبادر الى الذهن:
ما الذي يعطي قيمة لهذا المال المكوَّن حديثًا؟
الجواب: المال الموجود قبله.
المال الجديد يسرق اساسياً القيمة من معروض المال الموجود قبله.
لأن مجموع الأموال قد ازداد
بصرف النظر عن الطلب على السلع والخدمات.
وفي حين توازن العرض والطلب، ترتفع الاسعار،
مقللةً بدورها القوة الشرائية لكل دولار.
هذا ما يشار اليه عادة بالتضخم المالي.
والتضخم هو بالأساس ضريبة مخفية عن العامة.
ما هي النصيحة التي تحصل عليها عادةً؟
يقولون لك، ضخِّم العَملة.
هم لا يقولون: خفض العملة.
هم لا يقولون: قلل قيمة العملة.
هم لا يقولون: إخدع كل الناس المطمئنين.
هم يقولون: خفِّض نسبة الفوائد.
المكر الحقيقي هو عندما نشوّه قيمة المال.
حين ننشئ مالا من اللا شيء، هذا يعني اننا لا نملك مدخرات.
ومع ذلك، يوجد ما يسمى "برأس المال".
لذا, سؤالي يتلخص في هذا:
كيف لنا في هذا العالم أن نتوقع أن نحل مشاكل التضخم؟
أي : زيادة المعروض من المال، بمزيد من التضخم."
بالتأكيد، لا يمكن.
النظام الإحتياطي النسبي للتوسع المالي
هو بطبيعته تضخمي.
فعملية توسيع المعروض من المال،
دون وجود توسع متناسب معه في البضائع و الخدمات الاقتصادية،
في الاقتصاد، سيخفض العملة دائمًا.
في الحقيقة، بنظرة خاطفة على القيمة التاريخية للدولار،
مقابل مخزون المال، سنرى هذا الامر بوضوح
حيث أن العلاقة العكسية واضحة.
دولار واحد في 1913 يتطلب 21.60$ ليعادل القيمة في2007.
هذا تخفيض قيمة بمقدار 96%
منذ أن أتى الإحتياطي الاتحادي إلى الوجود.
الآن، إذا كان هذا الواقع عن التضخم المتأصل و الدائم
سخيفاً وهزيمة إقتصادية ذاتية،
احتفظ بهذه الفكرة، فالسخافة تصريح مكبوح
بالنسبة لواقع عمل نظامنا المالي.
حيث في نظامنا المالي، المال هو دَين،
و الدَين هو مال.
هنا رسم بياني لمعروض المال الأمريكي من 1950 إلى 2006.
هنا رسم بياني للدين القومي الأمريكي في نفس الفترة.
كم هو مستدعٍ للإهتمام، أن الإتجاهات هي نفسها عمليا.
حيث أنه كلما وُجِد المزيد من المال، وجد المزيد من الدَين.
و كلما وُجِد المزيد من الدَين، وجد المزيد من المال.
للتعبير بطريقة أخرى، كل دولار في محفظتك
يدينُ به أحدٌ ما لأحدٍ ما. فتذكر:
الطريقة الوحيدة التي يأتي بها المال إلى الوجود هي من خلال القُروض.
لذا، إذا استطاع كل من في الدولة سداد ديونهم،
فحتى الدولة أيضًا،
فلن يبقى حتى دولار واحد في التداول.
"اذا لم تكن هناك ديون في نظامنا المالي،
لن تبقى هناك أي أموال."
- مارينر إكليس - محافظ مجلس الاحتياطي الاتحادي 30 سبتمبر1941
في الواقع، آخر مرة في التاريخ الأمريكي
قد تم فيها تسديد الدين القومي بشكل كامل كان في 1835
بعد أن قام الرئيس أندرو جاكسن بإغلاق المصرف المركزي
الذي سبق الإحتياطي الاتحادي.
في الواقع، كل البنية السياسية لجاكسون كانت تدور جوهريًا
حول التزامه بإغلاق المصرف المركزي.
قائلا بأحد المراحل:
"الجُهود الجريئة للمصرف الحالي التي قام بها للسيطرة على الحكومة
ما هي إلا هواجس مصير ينتظر الشعب الأمريكي
بحال تم خداعهم بإدامة هذه المؤسسة
أو تأسيس مؤسسة مشابهة لها."
للأسف رسالته هذه لم تعش طويلاً،
و المصرفيين الدوليين نجحوا
بتثبيت مصرف مركزي آخر في 1913، البنك الإحتياطي الاتحادي.
وطالما تتواجد هذه المؤسسة، سيبقى الدّين دائماً.
.
حتى الآن قُمنا بمناقشة الحقيقة
أن المال يُنشئُ من الدين من خلال القُروض.
هذه القٌروض مبنية على الإحتياطيات المصرفية،
والإحتياطيات مستمدة من الإيداعات.
ومن خلال هذا النظام الإحتياطي النسبي،
إيداع واحد قادر على إنشاء 9 أضعاف قيمته الأصلية.
و بالتالي، يخفض المعروض المالي الحالي
ويرفع الأسعار في المجتمع.
و بما أن كل هذا المال يخلق عن طريق الدَّين،
وينتشر عشوائيًا خلال التبادل التجاري،
يصبح الناس منفصلين عن دينهم الأصلي.
وينعدِم التوازن
عندما يُجبر الناس على التنافس من أجل العمل
لكي ينتزعوا بما يكفي من المعروض المالي
ليغطوا تكاليف حياتهم.
وكما يبدو على كل هذا من تخلّف واختلال وظيفي،
هنالك شيء واحد قد اهملناه في هذه المعادلة.
وهو هذا العنصر البنيوي
الذي يُبيّن مدى الطبيعة الإحتيالية لهذا النظام ذاته.
وهو استعمال الفوائد.
عندما تقوم الحكومة بإستقراض المال من الاتحادي،
أو عندما يستقرض شخص ما من المصرف،
تقريبًا دائمًا على المال ان يُرد مع فائدة فظّة.
بكلمات أُخرى، تقريبًا كل دولار واحد موجود
يجب في النهاية تسديده إلى المصرف، ومعه فائدة كذلك.
لكن، إذا كان كل المال مُستعار من المصرف المركزي،
و يُوسع بالمصارف التجارية من خلال القُروض،
فقط ما يسمى "بالمال الرئيسي"
هو الذي يُنشَئ في معروض المال.
إذن أين المال
الذي سيغطي كل هذه الفوائد المكلفة؟
لا مكان.
إنها غير موجودة.
نتائج هذا الأمر مذهلة،
لان كمية المال المُدان بها للمصارف دائمًا ستكون اكبر
من كمية المال الموجودة في التداول.
هذا هو سبب التضخم الثابت في الإقتصاد،
حيث أن هناك حاجة دائمة للمال
من اجل تغطية العجز الدائم المبني داخل النظام،
الناتجه عن الحاجة لتسديد الفائدة.
ما يعنيه هذا أيضًا، أنه من ناحية الرياضيات،
التخلّف عن التسديد و الإفلاس، مبنيان حرفيًا في النظام،
و سوف تكون هناك دائمًا جيوب فقيرة في المجتمع
التي تتمسك بالطرف القصير من العود.
للتشبيه، هي مثل لعبة الكرسي الموسيقي،
حيث بمجرد أن تتوقف الموسيقى، شخص ما يترك بالخارج.
وهذه هي الفكرة.
حيث يتم تحويل الثراء الحقيقي للفرد إلى المصارف بشكل ثابت.
حيث إذا لم تكن قادر على تسديد قرضك العقاري،
سوف يأخذون ممتلكاتك.
هذا مغيظ عمليًا عندما تدرك،
ان هذا التخلف عن التسديد،
ليس فقط بسبب ممارسة الإحتياطي النسبي. بل لأن حقيقة
المال الذي أقرضك اياه المصرف
لم يكن موجوداً قانونيًا في الأصل.
في 1969 كانت هناك قضية في محكمة مينيسوتا
تضمنت رجلاً يدعى جيروم دالي
الذي تحدى حبس الرّهن لبيته من قبل المصرف،
الذي قدم له القرض لشرائه.
نقاشه كان أن عقد القرض العقاري
يتطلب من كلا الطرفين - هو و المصرف -
ان يضع كلاًّ منهما شكلا شرعياً لملكية من اجل التبادل.
في لغة القانون يسمى هذا اعتباراً:
[ أساس العقد. العقد يؤسس على مقايضة
هيئة اعتبار مقابل هيئة اعتبار اخرى. ]
السيد دالي أوضح أن المال في الواقع
ليس ملكية المصرف. حيث أنه أنشئ من العدم
حالما وقعت الموافقة على القرض.
هل تذكر ما نص عليه كتاب "ميكانيكيات المال الحديثة" عن القروض؟
"الذي يفعلونه، عندما يعطون قروض، هو"
أن يقبلوا قسائم وعد مقابل الائتمانات".
"الإحتياطيات لا تتغير باتفاقات القرض.
و لكن، إيداع القروض يخلق إضافات جديدة"
إلى الإيداعات الكلية للمصرف."
بكلمات أخرى، المال لم يأتِ من ممتلكاتهم الموجودة سابقاً.
ببساطة المصرف إخترع "ممتلكات"، بدون تقديم اي شيء حقيقي من عنده،
ما عدى الالتزام النظري على الورق.
كلما تقدمت القضية في المحكمة،
رئيس المصرف السيد مورغان أتخذ موقفاً.
و في مذكرات القاضي، ذكر أن
المدعي - رئيس المصرف - أقرّ أنه،
بالتعاون مع مصرف الإحتياطي الاتحادي
قد أنشئ المال والائتمانات على كتيباتهم بواسطة دفاتر إدارة الحسابات.
المال والائتمانات أتت إلى الوجود في الأصل عندما قاموا هم بإنشائه.
السيد مورغان أقر بأنه
لا يوجد اي قانون او تشريع في الولايات المتحدة يعطيه الحق لفعل ذلك.
يجب ان يكون هناك اعتبار قانوني ليدعم تسجيلاتهم.
وجدت هيئة المحلفين أنه لا يوجد إعتبار قانوني و أنا موافق.
و أضاف بشاعرية،
"فقط الإله يمكن له أن يخلق شيء ذو قيمة من لا شيء".
و على غرار هذا الكشف،
رفضت المحكمة إدعاء المصرف في استحواذ الرهن
واحتفظ دالي بمنزله.
تداعيات هذا النقاش القضائي هائلة.
حيث ان كل مرّة تستعير فيها مالًا من المصرف،
سواء أكان قرضًا عقاريًا أم دفعًا ببطاقة إئتمانية،
المال الذي تحظى به ليس مزيفًا فقط،
بل هو اعتبار غير قانوني.
وهذا بدوره يلغي عقد تسديد المال.
حيث أن المصرف لم يكن يمتلك المال في الأصل.
للأسف، هذه الانجازات القانونية مقموعة و مهملة.
و لعبة نقل الثراء الدائم والدَّين الدائم مستمرة.
وهذا يؤدي بنا إلى السؤال النهائي:
لماذا؟
خلال الحرب الأهلية الأمريكية،
الرئيس أبراهام لينكولن تحاشى فوائد القروض المرتفعة
التي طالبت بها المصارف الأوربية
وقرر الرئيس أن يفعل ما كان يؤيّده آباؤه المؤسسون.
وهو إنشاء عملة مستقلة وذات طبيعة متحررة من الدّيون.
كانت تسمى "بالعملة الخضراء".
بعد فترة قصيرة من اتخاذ هذا الإجراء، تم توزيع مستند داخلي
بين مصالح مصرفية بريطانية وامريكية خاصة، ينص على التالي:
"...العبودية ما هي إلاّ امتلاك العمل"
"ومعه الإعتناء بالعمّال،"
"بينما الخطة الأوربية..."
"هي ان رأس المال يسيطر على العمل عن طريق التحكم بالأُجور."
"هذا يمكن أن يتحقق عن طريق التحكم بالمال."
"لا يمكن ارجاع العملة الخضراء... حيث أننا لا نستطيع التحكّم بهذا."
سياسة الإحتياطي النسبي،
التي يرتكبها الاحتياطي الاتحادي، و التي إنتشرت فعلياً
في أغلبية مصارف العالم،
هي في الحقيقة، نظام إستعبادي حديث.
فكر بهذا، المال ينشئ من الدين.
و ماذا يفعل الناس عندما يكونوا مُدانين؟
هم يذعنون إلى العمل حتى يردّوه.
وبما ان المال لا يمكن أن ينشئ إلا من خلال القروض،
كيف يمكن للمجتمع أن يتحرر من ديونه الى الأبد؟
لا يمكن و هذه هي الفكرة.
وهو الخوف من خسارة الممتلكات،
مدموج مع عناء المواكبة
مع الدين الدّائم و التضخم الموروث في النظام،
الذي تركِّبه النُدرة الحتمية في معروض المال نفسه،
المعروض الذي أنشأته الفوائد التي لا يمكن تسديدها
هذا يحافظ على "عبد الأجرة" تحت السيطرة،
راكضًا على عجلة الهامستر، مع الملاين الآخرين،
ومُعزِّزًا بذلك الإمبراطورية
التي تفيد فقط النخبة في رأس الهرم.
حيث انه، في آخر اليوم، لمن تعمل انت حقًا؟
.
للمصارف.
المال يُنشئ في المصرف وبثبات ينتهي في المصرف.
هم السادة الحقيقيون،
مع الشركات و الحكومات التي يدعمونها.
الإستعباد الجسدي يتطلب تأمين الطعام والمأوى للناس.
الإستعباد الاقتصادي يتطلب من الناس إطعام وإيواء نفسهم.
انها واحدة من أكثر الحيل دهاءًا
للتلاعب بالمجتمعات، التي قد أُنشئت على وجه الإطلاق.
وفي صُلبها،
هي حرب خفية ضد الشعب.
الدَّين هو السلاح المستخدم لاخضاع و إستعباد المجتمعات،
و الفائدة هي ذخيرته الأساسية.
وبينما تقوم الأغلبية بالمشي غافلةً عن هذا الواقع،
المصرفيون المتواطئون مع الحكومات و الشركات
يستمرون في تحسين و توسعة تكتيكاتهم في الحرب الإقتصادية،
يولّدون قواعد جديدة، مثل البنك الدّولي
و صندوق النقد الدولي [IMF]،
في حين يخترعون نوع جندي جديد
وِلادة القاتل الاقتصادي المحترف.
هناك طريقتان لقهر واستعباد أمة..
الاولى عن الطريق السيف. الثانية عن طريق الدّيون. - جون ادامز - 1735-1826
نحن، القتلة الإقتصاديون، مسؤولون حقاً عن خلق
هذه الإمبراطورية العالمية الحقيقية الاولى من نوعها ونحن نعمل بطرق متنوعة كثيرة.
جون بيركنز - كبير اقتصاديين سابق لشركة Chas. T. Main Inc. وهو كاتب: اعترافات قاتل اقتصادي
ولكن الطريقة الأكثر شيوعا هي لربّما،
أننا نحدد بلداً لديه موارد تشتهيها شركاتنا، مثل النفط
وبعدها، نرتب قرضا ضخما لهذا البلد
من البنك الدولي أو أيٍ من المنظمات الحليفة.
ولكن المال لا يذهب فعلا لهذا البلد.
وانما يذهب الى شركاتنا الكبرى
لبناء مشاريع البنية التحتية في ذلك البلد.
محطات توليد الكهرباء، المناطق الصناعية، الموانئ.
الأمور التي تعود بالنفع على قلة من الأغنياء في ذلك البلد.
بالإضافة الى شركاتنا.
ولكنها في الواقع لا تساعد أغلبية العامة من الناس ابداً.
ولكن هؤلاء الناس، وكل البلد، يُتركون تحت دين ضخم.
و هو دين ضخم من المستحيل تسديده، وهذا جزء من الخطة
انهم لا يستطيعون تسديده. وهكذا، في مرحلة ما
نحن القتلة الاقتصاديين، نعود إليهم قائلين: "اسمعوا،
انتم مدينون لنا بالكثير من المال. الا يمكنكم دفع ديونكم؟ حسنًا، اذن قوموا ببيع نفطكم
بسعر بخسٍ لشركاتـنا النفـطية"،
"اسمحوا لنا ان نبني قواعد عسكرية في بلدكم"، أو
او "ارسلوا قواتكم لدعمنا في مكان ما من العالم مثل العراق"
او "صوتوا لصالحنا في انتخابات الأمم المتحدة المقبلة"، او ان
يخصخصوا لنا شركات كهربائهم
وأن يخصخصوا شركات مياههم ومجاريهم
وبيعها للشركات الامريكية او لشركات دولية اخرى."
وهذا كله ينمو و يتكاثر كالفطريات
وهي الطريقة الإعتيادية لعمل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
يـُــترك البلد حاملا عبء الدين، و هو دين ضخم من المستحيل تسديده
وبعد ذلك تعرض إعادة تمويل الدين ودفع المزيد من الفائدة.
وتطلب تعويضًا مقابل خدمتك
وتسمي ذلك "المشروطية" او"الحكم المنصف"
وهو الذي يعني في الأساس أنه يتوجب عليهم بيع مواردهم،
بما في ذلك العديد من خدماتهم الاجتماعية، وشركات الخدمات،
وأحياناً أنظمتهم المدرسية، انظمتهم الجنائية،
أنظمتهم للتأمين، الى شركات أجنبية.
وبالتالي فانها ضربة ثنائية! - ثلاثية! - رباعية!
ايران؛ 1953
طليعة القتلة الاقتصاديين بدأت حقاً في اوائل الخمسينات
عندما أُنتخب محمد مصدق ديمقراطيا في ايران.
كان يعتبر أمل الديمقراطية في الشرق الاوسط
وحول العالم. وكان "رجل السنة" في مجلة التايم. لكن...
إحدى الامور التي جاء بها وبدأ بتنفيذها كانت
الفكرة أن شركات النفط الأجنبية يجب ان تدفع للشعب الإيراني
ثمنا أكثر بكثير مقابل النفط الإيراني
وانه ينبغي على الشعب الايراني أن يستفيد من نفطه الخاص. سياسة غريبة.
لم تعجبنا بالطبع. لكننا...
كنا خائفين من فعل ما نفعله عادة
أي إرسال الجيش. وبدلاً من ذلك أرسلنا عميلا لوكالة المخابرات المركزية [CIA]
كيرميت روزفلت، نسيب تيدي روزفلت.
وذهب كيرميت مع بضعة ملايين من الدولارات
وكانت فعّالةً جداً جداً وفي فترة زمنية قصيرة،
تمكن من الإطاحة بمصدّق
وجلب شاه ايران ليحل محله،
الذي كان دائما ملائماً لمسألة النفط. وقد كان ذلك فعالاً للغاية.
[ التمرد في ايران ]
"الشغب في انحاء طهران.
ضباط الجيش يصرخون أن مصدّق استسلم ونظام حكمه
كدكتاتور فعلي لإيران قد إنتهى. صور الشاه تُعرض
في الشوارع كمرآة تعكس المشاعر. مرحباً بالشاه في بيته."
بالعودة الى واشنطن، الولايات المتحدة
نظر الناس للأمر و قالوا: "واو، لقد كان ذلك سهلاً وبخساً".
وهذا ما اسّسَ طريقةً جديدة
للتلاعب بالبلاد، و إنشاء إمبراطورية.
مشكلة روزفلت الوحيدة كانت
انه يحمل بطاقة عميل للـ CIA. ولو تمّ الإمساك به،
لكانت عواقب الأمر وخيمة.
لذلك، بسرعة كبيرة، في تلك المرحلة، تم اتخاذ قرار
لاستخدام مستشارين من القطاع الخاص لتحويل الاموال عبر
البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي أو من وكالات أخرى مشابهة،
لجلب أُناس مثلي، يعملون لشركات القطاع الخاص.
لأنه وفي حال تمّ القبض علينا
لن تكون للامر عواقب حكومية رسمية.
غواتيمالا، 1954
عندما اصبح أربينز رئيساً لغواتيمالا
كانت البلاد لعبة
بأصابع شركة الفاكهة المتّحدة، وشركات عالمية كبيره اخرى.
وسياسة اربينز تقول: "انت تعلم
نحن نريد ارجاع الأرض الى اصحابها".
وبمجرد توليه المنصب، تبنى سياسات تطبق هذا حرفيّاً،
إعطاء حقوق ملكية الأراضي إلى الشعب.
ولم يعجب هذا "الفاكهة المتحدة" كثيراً.
لذلك، قاموا باستئجار شركة علاقات عامة، لإطلاق حملة ضخمة
في الولايات المتحدة، تسعى لاقناع شعب الولايات المتحدة
مواطني الولايات المتحدة، صحافة الولايات المتحدة وكونغرس الولايات المتحدة،
ان اربينز هو مجرّد دمية سوفييتية
وإذا سمحنا له بالبقاء في السلطة،
سيكون للسوفييت موطئ قدم في نصف الكرة الأرضية هذه.
وفي ذلك الوقت كان هناك خوف عظيم في فكر كل شخص
من الإرهاب الأحمر، الإرهاب الشيوعي.
و بإختصار، عن طريق حملة العلاقات العامّة تلك
أتى التزام من جانب وكالة المخابرات المركزية والجيش بخلع هذا الرجل
وفي الحقيقة، هذا ما فعلناه. أرسلنا الطائرات، الجنود
والمتواطئين، لقد أرسلنا كل ما يلزم لخلعه و لقد خلعناه بالفعل.
وما إن اسقطنا حكمه،
قام الرئيس الجديد بإعادة كل شيء للشركات العالمية،
بما فيها الفاكهة المتّحدة.
إكوادور، لسنوات عديدة، كانت قد حُكمت من قِبل دكتاتوريين،
عادة وحشيين نسبياً وموالين للولايات المتحدة، ثم قرروا
إجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية. جيمي رولدوس رشح نفسه للرئاسة و كان هدفه الرئيسي،
كما قال - لو فاز بالانتخابات - هو ضمان استخدام موارد الاكوادور
لمساعدة الشعب الاكوادوري. ولقد فاز فوزا ساحقا.
بعدد اصوات لم ينلها أحد في تاريخ الإكوادور.
وبدأ بتطبيق هذه السياسات.
وهي التأكد من أن الأرباح المتأتية من النفط استُهلكت لمساعدة الشّعب.
حسنا. . . لم يعجبنا ذلك في الولايات المتحدة.
تم إرسالي مع عدة قتلة إقتصاديين آخرين لقلب رولدوس.
لإفساده. لإستمالته... لجعله يدرك... انت تعلم.
حسناً، يمكنك أن تصبح غنيا جداً، أنت وعائلتك، إذا وافقت
أن تلعب لعبتنا. ولكن إذا واصلت تطبيق هذه السياسة التي وَعدتَ بها،
فإنك سوف تُقال." لكنه رفض الإصغاء.
و تم اغتياله.
وما إن تحطمت الطائرة حتى طـُـوّقت المنطقة بالكامل.
سُمح فقط لجيش امريكي من قاعدة قريبة بالدخول
وبعض الجيش الإكوادوري.
وعندما تمّ التحقيق بالامر،
إثنان من الشهود الرئيسيين توفيا في حوادث سير
قبل أن تتاح لهم فرصة الإدلاء بشهادتهم.
وعديد من الأحداث الغريبة جداً حصلت حول اغتيال جيمس رولدوس
ترافقت مع إغتيال جيمي رولدوس.
أنا، و معظم من دقّق حقًا في تلك القضية،
لم يكن لديّ أدنى شك ان ذلك كان إغتيالا.
وبالطبع، لكوني قاتلا إقتصاديا،
كنت دائما أتوقع حدوث شيء ما لجايمي،
لم أعرف بالضبط ما إذا كان سيحدث انقلابٌ أو اغتيال
لكنني كنت متأكدا أنه سوف يُخلع، لأنه لم يكن فاسداً،
و لم يرضى لنفسه ان يُفسد كما اردنا إفساده.
بنما، 1981
عمر توريخوس، رئيس بَنما،
كان، كما تعلم، أحد المفضلين لدي. لقد أحببته حقاً حقاً.
لقد كان حقا ذو شخصية كارزماتية. لقد أراد حقاً مساعدة بلده.
وعندما كنت احاول رشوته أو إفساده، قال: "أنظر، جون"
- ناداني "خوانيتو" - قال: " أنظر يا خوانيتو،
لست بحاجة الى المال. ما احتاجه حقاً لبلدي
أن تـُعامل معاملة منصفة. أريد من الولايات المتحدة أن تسدد
كل الديون الناجمة عن كلّ الخراب الذي أحدثتموه هنا.
أحتاج إلى أن أكون في موقف يمكِّنني من مساعدة بلدان أمريكا اللاتينية الأخرى
ان تنال استقلالها وتتحرر من كل هذا،
هذا الحضور الشمالي الفظيع.
أنتم تستغلوننا بشكلٍ سيّءٍ للغاية.
أريد أن تعود قناة بنما تحت سيطرة الشعب البنمي.
هذا ما اريده.
لذا، إتركني بحالي، لا تحاول رشوتي".
كان ذلك عام 1981، وفي ايار، تم اغتيال جايمي.
و كان عُمر مدركاً لهذا.
لذلك جمع عُمر توريخوس عائلته و قال لهم:
سأكون التالي على الاغلب، لكن ليست تلك بمشكلة،
لانني فعلت ما اتيت هنا لفعله
لقد اعدت المفاوضات على القناة.
القناة في أيدينا الآن، انتهينا لتونا من التفاوض
على معاهدة مع جيمي كارتر.
في حزيران/ يونيو من نفس العام، بعد مجرد شهرين،
قـُتل هو ايضا في حادث طائرة،
والمنفذون كانوا، بدون ادنى شك، متواطئون مدعومون من قبل وكالة المخابرات المركزية.
وهناك كم هائل من الأدلة التي تشير
أن أحد حراسه الأمنيين، أعطاه في اللحظة الأخيرة،
بينما صعد الى الطائرة، جهاز تسجيل.
جهاز تسجيل صغير يحتوي على قنبلة.
فينزويلا 2002
يثير اهتمامي كيف ان هذا
النظام استمر بالعمل بالضبط بالطريقة نفسها
لسنوات، وسنوات، وسنوات، عدا أن القتلة الإقتصاديين
تحسّنوا أكثر فأكثر.
ثم تعاملنا مؤخرا، مع ما حدث في فينزويلا.
في عام 1998، هوغو تشافيز عُين رئيسا لفينزويلا،
بعد سلسلة طويلة من الرؤساء
الفاسدين جدا والذين ببساطة دمّروا إقتصاد البلاد
وانتخب تشافيز في خضم كل ذلك.
وقف تشافيز في وجه الولايات المتحدة الأمريكية
وفعل ذلك رئيسيا مطالبا باستخداَم النفط الفينزويلي
لمساعدة الشعب الفنزويلي.
حسنا. . . لم يعجبنا ذلك في الولايات المتحدة.
لذا، في 2002،
تم تنظيم إنقلاب، ولا شك لدي،
ولأغلب الناس، ان وكالة المخابرات المركزية كانت وراء الانقلاب.
الطريقة، التي اثير بها الإنقلاب
كانت مشابهة للغاية لما فعله كيرميت روزفلت في ايران.
وهو دفع المال للناس لتخرج الى الشوارع،
لتقوم باعمال الشّغب، لتحتج، لتقول بأن تشافيز لا يحظى بشعبية.
أنت تعرف، إذا كنت تستطيع جعل بضعة آلاف من الناس
ان يفعلوا ذلك، يستطيع التلفاز جعلها تبدو وكأنّ البلد كله كذلك،
وأن الأمور تتفاقم.
الا انه في حالة تشافيز، لقد كان ذكياً كفاية
وكان الناس يؤيدونه بقوة، فتخطّوا الأمر،
و كانت تلك لحظة استثنائية في تاريخ أمريكا اللاتينية.
و كانت تلك لحظة استثنائية في تاريخ أمريكا اللاتينية.
العراق 2003
العراق، في الواقع، هي نموذج مثالي
للطريقة التي يعمل بها النظام كله.
حيث أننا، نحن، القتلة الأقتصاديون، نشكل اول خط دفاع.
نحن ندخل ونحاول إفساد الحكومات
وحملهم على قبول هذه القروض الضخمة،
التي نستخدمها كوسيلة لامتلاكهم أساسياً.
وإذا فشلنا، كما فشلت أنا مع عمر توريخوس في بنما
ومع جيمي رولدوس في الاكوادور، رجالٌ يرفضون أن يكونوا فاسدين،
فيأتي خط الدفاع الثاني وهو إرسال المتواطئين.
و يقوم المتواطئون إما بإطاحة الحكومة أو الإغتيال.
وما إن يحدث ذلك وتـُـشكّل حكومة جديدة،
فإتها ستطيع الأوامر
لأنّ الرئيس الجديد يعلم ما الذي سيحدث إذا لم يفعل.
وفي حالة العراق، كلاهما فشل.
القتلة الإقتصاديون لم يستطيعوا الوصول الى صدام حسين.
لقد حاولنا بشدة، لقد حاولنا معه عقد صفقة
تشبه كثيراً الصفقة التي عقدناها مع آل سعود، في السعودية،
لكنه لم يقبل بها.
لذلك دخل المتواطئون للإطاحة به.
لم يستطيعوا فعل ذلك، لأن أمنه الشخصي كان قوياً.
فهو على كل حال، كان يعمل لوكالة المخابرات المركزية في ما مضى.
حيث تم توظيفه لإغتيال رئيس سابق للعراق ولكنه فشل،
لكنَّه فهم النظام.
لذا في عام 1991، قمنا بإرسال الجنود واقتلعنا الجيش العراقي.
.
لذا، إفترضنا في تلك النقطة
أنّ صدّام حسين سيأتي.
وبالطبع كان باستطاعتنا قتله في ذلك الوقت،
لكننا لم نرد هذا، فقد كان رجلا قويا وهذا اعجبنا.
فهو يسيطر على شعبه، وكنا نعتقد انّ بامكانه السيطرة على الأكراد،
وأن يبقي الايرانيين داخل حدودهم ويستمر بضخ النفط لنا.
وأنه حالما نقضي على هذا الجيش، فإنه الآن سيعيد النظر في الأمر.
لذا، عاد القتلة الإقتصاديون في التسعينات، بلا نجاح.
.
لو نجحوا لكان لا يزال يدير البلاد.
لكُنا نبيع له كل الطائرات النفاثة التي يريدها،
وكل شيء يحتاجه، ولكنهم لم يستطيعوا، لم ينجحوا.
مرةً أخرى لم يستطع المتواطئون الإطاحة به،
لذا ارسلنا الجيش ثانيةً،
وهذه المرة قمنا بعملنا بالكامل.
وأطحنا به، وفي تلك الأثناء، خلقنا لأنفسنا
بعض صفقات إعادة الإعمار المربحة للغاية
لإعادة إعمار البلد التي قمنا بتدميره حرفياً.
ما يشكل صفقات ممتازة
اذا كانت لديك شركات بناء ضخمة.
لذا، العراق هي مثال للمراحل الثلاثة.
فشل القتلة الإقتصاديون هناك.
فشل المتواطئون هناك. كخيار أخير قمنا بإرسال الجيش.
وعلى هذا النحو، حقاً قمنا بخلق امبراطورية،
ولكننا فعلنا ذلك بمهارة عالية. بسرية.
كل الإمبراطوريات في ما مضى بنيت على القوة العسكرية،
والجميع كان على علم انهم يقومون ببنائها.
البريطانيون علموا انهم يبنونها، الفرنسيون،
الألمان، الرومان، والإغريق،
وكانوا فخورين بذلك، ودائما كان لديهم اعذار مثل
نشر الحضارة، نشر دِين ما،
شيء من هذا القبيل. لكنهم كانوا يعرفون أنهم يفعلون ذلك.
أما نحن، فلا نعرف.
غالبية الناس، في الولايات المتحدة،
ليس لديهم ادنى فكرة اننا نعيش على غنائم الامبراطورية السرية.
لا يعرفون انه اليوم، الرِّق موجود في العالم أكثر من أي وقت مضى.
بعد ذلك عليكم ان تسألوا انفسكم،
لو كانت هذه امبراطورية، اذن من هو الامبراطور؟
بالطبع رؤساء الولايات المتحدة ليسوا هم الأباطرة.
الامبراطور هو شخص لا يـُنتخب،
هو لا يخدم لأجَلٍ محدود،
ولا يقدم تقريرًا لأحد، في الأساس.
لذا لا يمكنك تصنيف رؤسائنا كأباطرة.
ولكن يوجد ما أعتبره موازي للإمبراطور
وهو ما اُسميه "الطبقة الاقتصادية الحاكمة".
الطبقة الاقتصادية الحاكمة هي مجموعة الأفراد
الذين يديرون شركاتنا الكبرى.
وهم يتصرفون حقاً كأباطرة لهذه الإمبراطورية.
يسيطرون على وسائل إعلامنا،
سواءً بالملكية المباشرة أو عبر الإعلانات.
يسيطرون على معظم سياسيّينا
لأنهم يموّلون حملاتهم الانتخابية،
إما عبر الشركات أو من خلال التبرعات الشخصية
.
التي تأتي من الشركات
وهم غير منتـَخـَبـيـن، لذا لا يخدمُون مدة محددة،
.
ولا يبلغون بتقرير لأحد،
في قمة الطبقة الاقتصادية الحاكمة
لا يمكنك أن تحدد بالضبط، ما إذا كان يعمل الشخص
لحساب شركة خاصة أو للحكومة
لأنهم دائما يتنقلون جيئةً وإياباً بين الإثنتين.
فلديك مثلا رجل في لحظة ما
هو رئيس لشركة إعمار كبيرة مثل هاليبرتون،
وفي اللحظة التالية تجده نائبا لرئيس الولايات المتحدة.
أو الرئيس الذي كان في قطاع النفط. وهذا صحيحٌ،
سواء وصل الديموقراطيين أو الجمهوريين الى الرئاسة.
.
هذا الذهاب والاياب يشبه الحركة خلال الباب الدوار.
وبشكلٍ ما، حكومتنا محجوبة غالب الاوقات،
وسياساتها تحددها شركاتنا
على مستوى واحد أو آخر. وعلى كل الأحوال،
سياسات الحكومة هي أساسا
صممتها الطبقة الاقتصادية الحاكمة، ومن ثم قدمتها إلى الحكومة
.
وهكذا تصبح سياسة حكومة. لذا، هناك
علاقة حميمة للغاية.
وهذا ليس نوعاً من نظرية مؤامرة. ليس على هؤلاء الاشخاص
الإجتماع معا ليخططوا لفعل شيء ما.
.
بل جميعهم يعملون على افتراض رئيسي واحد،
وهو أنهم مجبرون أن يحققوا أقصى قدر من الأرباح
.
بغض النظر عن الثّمن الاجتماعي والبيئي.
عملية التلاعب هذه على يد الطبقة الاقتصادية الحاكمة
عبر استخدام الدَّين، الرشوة والإطاحة السياسية تسمى :
العولمة
وكما يُبقي الإحتياطي الإتحادي الجمهور الأمريكي في حالة
من العبودية الالزامية عبر الدَّين الدائم، التضخم والفائدة،
فإن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يطبقان هذا الدور على نطاق عالمي.
الخدعة الأساسية بسيطة.
أغرق بلدا بالديون إما عن طريق تزييغ وتحريف فِكرِه،
أو عبر إفساد قادة ذلك البلد،
ثمّ إِفرِض "شروطا" أو "سياسات تعديل هيكليّة"
التي غالبا ما تتكون من الآتي:
تخفيض قيمة العملة --
عندما تنخفض قيمة العملة، تنخض قيمة كل شيء قيمته فيها.
وهذا ما يجعل الموارد الوطنية متاحة للبلدان المفترسة
بسعر أتفه من قيمتها.
تخفيضات كبيرة في تمويل البرامج الاجتماعية،
هذا يشمل عادةً التعليم والرعاية الصحية،
مُعرِّضًا سلامة ونزاهة المجتمع للخطر
تاركاً الشعب مُعَرَّضاً للإستغلال.
خصخصة الشركات التي تملكها الدولة --
وهذا يعني أن الأنظمة ذات الأهمية الإجتماعية
يمكن أن تُشترى و تُضبط من قبل الشركات الأجنبية من أجل الربح.
فعلى سبيل المثال، في عام 1999، اصرّ البنك الدولي
على أن تبيع الحكومة البوليفية
المنظومة العامة لتأمين الماء الخاصة بثالث أكبر مدينة فيها
لمؤسسة تابعة للشركة الامريكية "بيكتيل".
وما إن حدث هذا فإن فاتورة الماء
للسكّان المحليّين الفقراء أصلا، ارتفعت فجأة.
ولم يلغى عقد بيكتيل
إلا بعد ثورة شعبية شاملة.
ويوجد ايضاً تحرير التجارة
او انفتاح الاقتصاد
من خلال إزالة أية قيود على التجارة الخارجية.
مما يفتح المجال امام عدد من المظاهر الإستغلالية الاقتصادية،
مثل ان تدخل الشركات الدولية
منتجاتها بكميات هائلة،
فتُقوِض إنتاج المنطقة المحلي وتدمر الاقتصادات المحلية.
جامايكا على سبيل المثال؛
التي بعد قبولها قروض وشروط البنك الدولي،
فقدت أكبر أسواق محاصيلها
بسبب المنافسة مع الواردات الغربية.
اليوم عدد لا يحصى من المزارعين عاطلين عن العمل لانهم غير قادرين على منافسة
الشركات الكبرى.
شئ آخر، هو إنشاء العديد من
المصانع الاستغلالية الغير ملحوظة والغير منظمة واللّا انسانية
التى تستفيد من الصعوبات الاقتصادية المفروضة.
وبالإضافة، بسبب عدم ضبط الانتاج،
تدمير البيئة مستمر، باعتبار أن موارد البلاد
كثيرا ما تتعرض للاستغلال من قبل الشركات الغير مكترثة
حيث تقوم بتلويثٍ كبيرٍ عن قصد.
- أكبر دعوى قضائية بيئية في تاريخ العالم،
تُرفع اليوم باسم
30.000 انسان من الشعب الاكوادوري و الأمازوني
ضد تيكساكو، التي تملكها الآن شركة شيفرون؛
أي أن الدعوة ضد شركة شيفرون، لكن لنشاطات قامت بها تيكساكو.
تشير التقديرات إلى أنهم قاموا بإلقاء أكثر مما
ألقته شركة إكسون فالديز في ساحل ألاسكا بـ 18 ضعفا.
لكن في حالة الاكوادور لم يكن حادثاً.
شركات النفط فعلتها عمدا. انهم يعرفون أنهم يفعلون ذلك
لتوفير المال بدلا من تنظيم طرق تصريف مناسبة.
علاوة على ذلك، نظرة خاطفة
على سجلات البنك الدولي
تكشف بان المؤسسة، التي تدّعي في العلن
مساعدة الدول الفقيرة على التطوير والتخفيف من حدة الفقر،
لم تفعل شيئا سوا زيادة الفقر و توسيع فجوة الثروة،
ريثما تُحلِّق أرباح الشركات.
في 1960 كانت فجوة الدخل بين
خُمس البشر في أغنى البلدان
مقابل خُمس البشر في أفقر البلدان مساويةً لواحد من ثلاثين.
وبحلول عام 1998، كانت مساويةً لواحد من أربعة وسبعين.
وفي حين ارتفعت مقاييس الدخل والإنتاج القومي الإجمالي العالمي بنسبة 40%
بين 1970- 1985، إزداد الفقراء في العالم بنسبة 17%.
بينما في الفترة من 1985 إلى 2000،
ارتفعت نسبة أولئك الذين يعيشون على أقل من دولار واحد يوميا بنسبة %18.
وحتى اللجنة الاقتصادية المشتركة للكونجرس الامريكى
اعترفت بأن نسبة النجاح لجميع مشاريع
البنك الدولي هي مجرد %40.
في أواخر عام 1960، أقرض البنك الدولي
الاكوادور قروضاً كبيرة.
وخلال الـ 30 سنة المقبلة، ازداد الفقر من 50% الى 70%.
نمت البطالة من 15% إلى 70%.
ارتفع الدين العام من 240 مليون دولار إلى 16 بليون دولار،
في حين أن حصّة الموارد المخصصة للفقراء
إنخفضت من 20 % إلى 6%.
في الواقع، بحلول عام 2000، كان لا بد من تخصيص 50% من ميزانية الإكوادور الوطنية
لتسديد ديونها.
ومن المهم الفهم: أنّ البنك الدولي هو، في الواقع،
بنك أمريكي، يدعم مصالح الولايات المتحدة.
فالولايات المتحدة تمتلك حق الفيتو لمنع القرارات،
كونها أكبر مزود لرأس المال.
ومن أين حصلت على هذه الأموال؟
لقد إستطعتم تخمين الإجابة. من العدم،
من خلال النظام المصرفي الإحتياطي النسبي.
بين الإقتصادات المئة الأكبر بالعالم - على أساس الناتج المحلي الإجمالي السنوي -
51 هي شركات، 47 من الـ 50 مقرها الولايات المتحدة.
شركات ولمارت، جنرال موتورز، إكسون، هي أقوى اقتصاديا
من المملكة العربية السعودية، بولندا، النرويج، جنوب افريقيا،
فنلندا، اندونيسيا وكثير من الدول الأخرى.
ومع إنهدام حواجز التجارة،
وإختلاط العملات والتلاعب بها في الاسواق العائمة
وقلب إقتصاد الدولة لصالح المنافسة المفتوحة
في الرأسمالية العالمية؛ تـــتـــوسـع الإمـــــــبراطورية.
- تستيقظ انت الى شاشتك ذات الـ 21 إنشاً
وتضحك ساخراً حول أمريكا والديمقراطية.
لا يوجد أمريكا، ولا يوجد ديمقراطية.
هناك فقط آي بي إم، و آي تي تي، و آي تي أند تي،
و دو بونت، داو، يونيون كاربايد، و إكسون.
هذه هي أمم العالم اليوم.
ماذا تعتقد في ما يتكلم عنه الروس في جلساتهم الإستشارية؟
كارل ماركس؟
إنهم يخرجون الرسوم البيانية التقنية الخطية،
نظريات قراراتهم الإحصائية، الحلول الأدنى والأقصى
ويحسبون إحتمالات سعر وتكلفة
صفقاتهم واستثماراتهم بالضبط كما نفعل نحن.
نحن لم نعد نعيش في عالم من الأمم والايديولوجيات، سيد بيل.
العالم هو حشد من شركات،
تصممها بلا محالة القرارات التنفيذية التجارية الثابتة.
العالم هو مشروع تجاري، سيد بيل.
وبتراكم هذه العناصر، أي دمج العالم بكامله،
ولا سيما من حيث العولمة الاقتصادية
والصفات الأسطورية لرأسمالية "التجاره الحرة"،
تـُمـثـل "إمبراطورية" حقيقية بحد ذاتها.
القليلون تمكّنوا من الفرار من "برنامج التكيّف الهيكلي"
.
ومن "الشروط" التابعة للبنك الدولي و لصندوق النقد الدولي، أو منظمة التجارة العالمية
المؤسسات المالية الدولية هذه، مهما كانت غير مؤهلة،
فإنها لا تزال تحدد مفهوم العولمة الاقتصادية.
هذه هي قوة العولمة حيث أنه من المحتمل أثناء حياتنا ان نرى
الإندماج، بين جميع الاقتصادات الوطنية في العالم، حتى لو على نحو غير متساو،
.
لتصبح نظام سوق حر عالمي واحد.
- حفنة من القوى التجارية تسيطر على العالم
وتهيمن على الموارد الطبيعية التي نحتاجها للعيش،
بينما تسيطر على المال الذي نحتاجه للحصول على هذه الموارد.
والنتيجة النهائية هي الاحتكار العالمي
ليس على أساس الحياة البشرية. انما على أساس قوة المال والشركات.
ومع إزدياد عدم المساواة، بشكل طبيعي
سيصبح المزيد والمزيد من الناس يائسين.
لذلك اضطر النظام لإختراع طريقة جديدة
للتعامل مع كل من يتحدّى النظام.
فخلقوا مصطلح "الارهابي".
مصطلح 'الإرهابي' هو لقب لا معنى له
يطلق على أي شخص أو مجموعة
اختارت ان تتحدى النظام.
وينبغي عدم الخلط بينه وبين تنظيم 'القاعدة' الخيالي،
الذي كان في الواقع اسم قاعدة بيانات حاسوبية
للمجاهدين الذين كانت تدعمهم الولايات المتحدة الأمريكية في الثمانينات.
"الحقيقة هي: لا يوجد جيش إسلامي أو جماعة إرهابية
تسمى القاعدة. وكل ضابط مخابرات مـطـَّـلع يعرف هذا.
ولكن هناك حملة دعائية لجعل العامة يؤمنون
بوجود كيان محدد... الدولة المسؤولة عن هذه الحملة هي امريكا."
- بيير-هينري بونيل، المخابرات العسكرية الفرنسية سابقاً
في 2007،
تلقت وزارة الدفاع 161.8 بليون دولار
لما يسمى بالحرب العالمية على الارهاب.
وفقا للمركز القومي لمكافحة الارهاب،
في عام 2004 قُتل نحو 2000 شخص في العالم
بسبب الأعمال الإرهابية المفترضة.
من هذا العدد، 70 كانوا اميركيين.
إذا استخدمنا هذا العدد كمتوسط عام،
من المثير للاهتمام الإشارة الى أن ضعف هذا العدد
يموتون في السنة بسبب الحساسية للفول السوداني.
في الوقت ذاته، السبب الرئيسي للوفاة في أمريكا
هي أمراض شرايين القلب التاجية، مما يسفر عن موت ما يقارب الـ450.000 في كل عام.
وفي عام 2007، الأموال الحكومية المخصصة للبحث بشأن هذه المسألة
كان نحو ثلاثة بليون دولار.
وهذا يعني، أن حكومة الولايات المتحدة، في عام 2007
صرفت 54 ضعف هذا المال لمكافحة الإرهاب،
أكثر مما أنفقته لمكافحة مرض
يقتل 6600 ضعف ما يقتله "الإرهاب" سنوياً.
ومع ذلك، كلمة الإرهاب وتنظيم القاعدة تُلسق تعسفياً
في كلِّ تقريرٍ إخباري متعلقٍ بأي إجراء يـُـتخذ ضد مصالح الولايات المتحدة
الأسطورة تزداد اتّساعاً.
في منتصف عام 2008، إقترح المدعي العام الامريكي
أن يــُعلن الكونجرس الامريكي الحرب رسمياً على الخيال الجامح.
.
ناهيك، أنه اعتبارا من تموز/ يوليو 2008، يوجد الآن أكثر من 1 مليون شخص
حالياً على لائحة مراقبة الإرهاب الأمريكية.
ما يسمى بـ"إجراءات مكافحة الإرهاب"
بالطبع لم يكن لها علاقة بالحماية الاجتماعية
لكن لها كل العلاقة مع حماية النظام
وسط تزايد المشاعر المعادية لأمريكا
سواء كانت محلية أو دولية
والتي بشكلٍ شرعي تلت
التوسع الجشع لإمبراطورية الشركات
التي تستغل العالم.
الارهابيون الحقيقيون في عالمنا، لا يجتمعون في ظلمات الليل
أو يصرخون "الله أكبر" قبل ارتكاب الإعتداء.
الارهابيون الحقيقيون في عالمنا، يرتدون بُدلًا قيمتها 5000 دولار
ويشغلون أعلى المناصب المالية، الحكومية والمعاملات التجارية.
لذا، ماذا علينا أن نفعل؟
كيف يمكننا وقف نظامٍ جشعٍ وفاسد
لديه الكثير من القوة والزخم؟
كيف يمكننا وقف هذا السلوك الجماعي الشاذ، الذي لا يشعر بالرحمة
تجاه الملايين المذبوحة في العراق وأفغانستان،
لكي تستطيع "الطبقة الاقتصادية الحاكمة" أن تسيطر
على موارد الطاقة وانتاج الافيون لأجل ارباح وول ستريت؟
قبل عام 1980، أنتجت أفغانستان 0 % من أفيون العالم.
بعد ان فاز المجاهدون المدعومون من الولايات المتحدة ووكالة المخابرات المركزية الأميركية في الحرب السوفياتية الأفغانية،
وبحلول عام 1986 أصبحت تنتج 40 % من مخزون الهيرويين للعالم.
وبحلول عام 1988، أصبحت تنتج 80 % من إجمالي السوق العالمي.
ولكن بعد ذلك، حدث شيء غير متوقع.
صعدت حركة طالبان الى السلطة وفي عام 2000 دمرت معظم حقول الأفيون.
انخفض الإنتاج من 3000+ طن إلى 185 طن فقط وهو إنخفاضٌ بنسبة 94 في المئة.
في 9 سبتمبر 2001، كانت الخطط الكاملة لغزو أفغانستان على طاولة الرئيس بوش.
وبعد يومين كانت لديهم حجتهم.
اليوم، انتاج الأفيون في أفغانستان التي تسيطر عليها الولايات المتحدة،
والذي يوفر الآن أكثر من 90 % من الهيروين في العالم،
يحطم معدلات قياسية للإنتاج كل عام تقريبا.
كيف يمكننا وقف نظامٍ جشعٍ و فاسد
الذي يدفع بالسكان الفقراء إلى رق المصانع الإستغلالية
لصالح شركات جادة ماديسون؟
أو الذي يهندس هجمات ارهابية مزيّفة
بقصد التلاعب؟
أو الذي يُنتج اشكالًا لنشاطات اجتماعية،
التي هي مُستَغلّة بحد ذاتها؟
أَو الذي ينزَع وبشكل منهجي عدة حريات
ويَنتهكُ حقوقَ الإنسان
ليحمي نفسه، من عيوبه.
كيف نتعامل مع العديد من المؤسسات الخفية؟
مثل مجلس العلاقات الخارجية،
اللجنة الثلاثية، مجموعة بلدبرغ
والمجموعات الأخرى المنتخبة غير ديمقراطياً
التي تتواطأ وراء الأبواب المغلقة للسيطرة السياسية،
المالية، الاجتماعية وعلى عناصر حياتنا البيئية؟
من أجل إيجاد الإجابة، علينا أولا أن نجد
السبب الحقيقي الأساسي.
فالحقيقة هي:
أنّ السلطة الفاسدة والأنانية والجماعات القائمة على الربح
ليست المصدر الحقيقي للمشكلة.
هي مجرد أعراض.
ليس الطمع والمنافسة نتيجة لطبع بشري غير قابل للتغيير...
...الجشع والخوف من القـلـّة، في الواقع تمّ خـلقهما وتضــخـيمهما...
النتيجة المباشرة هي أنه علينا الصّراع مع بعضنا البعض من أجل البقاء.
برنارد ليرتير - مؤسس نظام عملة الاتحاد الأوروبي
- إسمي جاك فريسكو.
أنا مصمم صناعي و مهندس إجتماعي.
أنا مهتم جدًا بالمجتمع
و بتطوير نظام مستدام، لجميع الناس.
قبل كل شيء، كلمة "فساد" هي اختراع مالي،
ذلك التصرف الفاسد،
تصرف مشوِّش لرفاهية الناس.
حسنًاً، أنت تتعامل مع سلوك الإنسان.
ويبدو أن البيئة تحدد سلوك الإنسان.
بمعنى، إذا نشأت مع هنود السيمينول كطفل،
ولم ترى أي شيء آخر، لكنت حملت نظام القيم الاجتماعية ذاك.
وذلك ينطبق على الأمم، والأفراد، العائلات.
اللذين يحاولون أن يغرسوا أفكارهم بأطفالهم بما يتماشى مع معتقدهم الخاص
ودولتهم و يحسّسوهم بأنهم جزءٌ من ذلك.
ويبنون مجتمعًاً، الذي يسمونه ناشئًا.
أنشئوا وجهة نظر قابلة للتنفيذ ويميلون إلى إدامتها.
في حين أن كل المجتمعات في الواقع منبثقة، وليست مُنشَئة.
ولذلك يحاربون الأفكار الجديدة
التي يمكن ان تؤثر بالـ "منشأة".
الحكومات تحاول أن تؤيد ما يبقيهم في القوة.
لا تُنتخب الشخصيات إلى المكتب السياسي لتغيير الأشياء.
هم يوضعون هناك، ليحتفظوا بالأمور كما هي.
لذا كما ترى، أساسات الفساد هي في مجتمعنا.
دعني أوضح الأمر. كل الأمم فاسدة بالأساس
لأنهم يميلون إلى المحافظة على المنشآت المتواجدة.
أنا لا أعني تأييد أو تقليل قيمة كل الأقوام،
لكن الشيوعية و الإشتراكية و الفاشية و نظام التجارة الحرة
و كل الثقافات الفرعية كلها نفس الشيء.
كلهم فاسدون في الأساس.
أهم الخصائص الأساسية لمنشآتنا الإجتماعية
هي ضرورة المحافظة على الذات.
سواءً كنا نتعامل مع شركة أو دِين أو دولة،
الإهتمام الأول هو المحافظة على المنشأة ذاتها.
على سبيل المثال، آخر ما تريده شركة نفط على الإطلاق
هو استخدام طاقة خارجة عن سيطرتها.
لأنها تجعل الشركة أقل ارتباطا بالمجتمع.
كذلك الحرب الباردة و انهيار الإتحاد السوفيتي
كانا، في الواقع، طريقة للمحافظة و إدامة
النظام المالي المُنشَئ و الهيمنة العالمية للولايات المتحدة.
وعلى نحو مماثل، تُعوِّد الأديان الناس
على الشعور بالذنب لميول الطبيعية،
وكلٌّ منهم يدعي تقديم السبيل الوحيد للمغفرة والخلاص.
و في قلب هذه المحافظة الذاتية المؤسساتية
يقع النظام المالي.
لأن المال يوفر أدوات القوة والبقاء.
لذا، كأي شخص فقير
قد أجبر على السرقة من أجل البقاء،
إنه مُيول طبيعي لمنشأة ما أن تفعل أي شيء تحتاجه
لإستمرار ربحيتها.
وهذا يجعل الأمر بطبيعته صعبًا على المنشآت
القائمة على الربح أن تتغير، حيث أنها تعرض للخطر
ليس فقط مسألة بقاء مجموعات كبيرة من الناس،
بل أيضًا الأسلوب المعيشي المادي المرغوب
المتعلق بالغنى و القوّة.
لذا، الحاجة المُشِلّة للمحافظة على منشأة ما،
بغض النظر عن صلتها الإجتماعية
متجذّرة للغاية بالحاجة إلى المال أو الربح.
[ الصناعة ]
"ما لي بذلك؟"، هذا ما يظنه الناس.
ولذا، إذا ربح شخص ما مالاً عن طريق بيع سلعة معينة،
في هذه النقطة سيقاتل سلعة أخرى
قد تهدد منشأته.
لذا، لا يمكن للناس أن يكونوا عادلين.
والناس لا يثقون ببعضهم.
خُذ شخصاً ما يأتي إليك و يقول،
"لقد وجدت لك المنزل الذي كنت تبحث عنه." هو رجل مبيعات.
عندما يقول الطبيب، "أنا أرى أنه يجب آستئصال كليتك،"
أنا لا أعلم إن كان يحاول أن يدفع مستحقات يخت
أم أنه يجب استئصال كليتي.
من الصعب في النظام المالي الوثوق بالناس.
إذا أتيت إلى دكاني و قلت لك "المصباح عندي
جيد جداً، لكن المصباح في الدكان المقابل أفضل،"
لن أبقى في التجارة فترة طويلة. هذا لن ينفع.
إن كنت أخلاقيا، هذا لن ينفع.
لذا عندما تقول أن الصناعة تهتم بالناس، هذا غير صحيح.
التمسك بالأخلاقيات لن يكون مربحاً لهم.
لذا نظامكم لم يصمم ليخدم مصلحة الناس.
إذا ما زلت لا تفهم ان الاستعانة بوظائف من مصادر خارجية ستزول
لو كان لهم اهتمام بالناس.
الصناعة لا تهتم. إنهم يوظفون الناس
لأن العمل لم يصبح اوتوماتيكيا بعد.
إذن لا تتكلم عن اللياقة والأخلاق،
لا نستطيع أن نكون خلوقين وأن نبقى في التجارة.
من المهم أن نلفت الإنتباه الى انه بغض النظر عن النظام الإجتماعي -
سواء كان فاشياً أو إشتراكياً أو رأس مالياً أو شيوعياً -
الآلية الأساسية تبقى المال و العمل و التنافس.
الصين الشيوعية ليست أقل رأس مالية من الولايات المتحدة.
الفرق الوحيد هو الدرجة التي بها
تتدخل الدولة في المشاريع.
الواقع هو أن "المالية"، على حد التعبير،
هي الآلية الحقيقة التي توجه مصالح
كل الدول على الكوكب.
أكثر الأشكال المالية عدوانيةً وبالتالي هيمنة
هو نظام المشاريع الحرة.
وجهة النظر الأولية كما يقترح
اقتصاديّي التجارة الحرة الأوائل، مثل آدم سمث،
هو أن المصلحة الذاتية و المنافسة تقود إلى الثراء الإجتماعي،
حيث أن السلوكيات التنافسية تخلق الحوافز،
و التي ترغِّب الناس بالمثابرة.
و لكن، الذي لا يتحدثون عنه هو، كيف أن الإقتصاد القائم على التنافس
يؤدي بشكل ثابت إلى الفساد المدروس،
والقوة، وتدعيم الثراء، الطبقية الإجتماعية
الشلل التكنولوجي وآستغلال العمال وفي النهاية هيئة سرية
لدكتاتورية الحكومة من قِبَل النخبة الثرية.
كلمة "فساد" عادةً ما تُعرَّف كإنحراف أخلاقي.
إذا قامت شركة بإلقاء مخلفات سامة في المحيط لتوفير المال،
أغلب الناس سيعتبرون ذلك "فساداً أخلاقياً".
على مستوى أكثر دقة، عندما تنتقل ولمارت إلى مدينة صغيرة
وتجبر التجارات الصغيرة أن تغلق
لأنهم غير قادرين على المنافسة، تظهر مساحة رمادية.
حيث ما الشيء الخاطئ الذي فعلته ولمارت بالضبط؟
لماذا ينبغي عليهم الإهتمام بالمنظمات الأهلية الصغيرة التي يدمرونها؟
وعلى مستوى أكثر دقة، عندما يُطرد شخصٌ ما من عمله
لأنه تم إنشاء آلة جديدة،
والتي عملها يكلف مالاً أقل،
يميل الناس إلى تقبل ذلك "لِما هو عليه"،
.
ولا يرون الفساد اللا إنساني الموروث من مثل هذا الفعل.
لأن الحقيقة هي، سواء كان رمي المخلفات السامة،
أو إنشاء مشروع إحتكاري، أو تقليل الأيدي العاملة،
المُحرِّك يبقى ذاته: الربح.
.
كلها درجات مختلفة من نفس آلية الحفاظ على الذات،
و التي تضع مصلحة الناس دائماً بعد المكسب المالي.
لهذا، الفساد ليس منتج ثانوي من المالية،
بل إنه حجر الأساس.
وبينما يعترف معظم الناس بهذا الميل
على مستوى ما أو أخر، الأغلبية تبقى ساذجة
بالنسبة للنتائج الواسعة
الناجمة عن إتخاذ آلية أنانية
كذِهنية موجِّهة في المجتمع.
وثائق داخلية تُبيّن
أنه بعد أن عرفت هذه الشركة معرفةً تامةً و مطلقة
ان بحوزتهم دواءًا ملوثاً بفيروس الإيدز،
قاموا بسحب المنتج من السوق في الولايات المتحدة،
وألقوه في فرنسا وأوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
الحكومة الأمريكية سمحت بذلك.
ادارة الادوية والغذاء [FDA] سمحت لهذا ان يحدث
والحكومة الآن تغض الطرف عن ذلك.
الآلاف من الأبرياء المصابين بالهيموفيليا لقوا حتفهم بسبب فيروس الإيدز.
عرفت هذه الشركة معرفةً تامة و مطلقة أنه ملوث بفيروس الإيدز،
رموه هناك لأنهم أرادوا تحويل هذه الكارثة إلى أرباح.
- كما ترى ، لديك فساد مُدمَج.
جميعنا نحتال على بعضنا البعض،
ولا يمكن أن تتوقع اللياقة في مثل هذا الأمر.
السياسة
... شعور بالحيرة حول من يجب أن يـنتخبوه.
فهم يفكرون بمعايير ديمقراطية،
وهو امر مستحيلٌ في نظامٍ قائمٍ على المال.
ان كنت تملك المزيد من المال لتروج للمركز،
المركز الذي تصبو اليه في الحكومة - هذه ليست ديمقراطية.
.
هي تخدم من هم في مراكز ذات ميزة متباينة.
وبالتالي فإنها دائما دكتاتورية النخبة، الأثرياء مالياً.
.
"بإمكاننا إمّا الحصول على ديمقراطية في هذه الدولة أو
أن يكون لدينا ثراءٌ مُركَّزٌ بأيدي الأقلية فقط،
ولكن لا يمكن التقاء الحالتين معاً." - لويس برانديس - محكمة العدل العليا
- ومن المثير أن نلاحظ
كيف تبرز شخصيات غير معروفة
بشكلٍ سحري على المسرح كمرشحين للرئاسة.
لكن قبل أن تنتبه للامر، بطريقةٍ ما, تجد نفسك مضطرا للاختيار
من بين مجموعةٍ صغيرة من فاحشي الثراء
الذين- بصورة مريبة - لديهم نفس الآراء الإجتماعية العامة.
ومن الواضح انها مهزلة.
الناس الموضوعين في الإقتراع، وُضعوا
لأنه تمت الموافقة عليهم مسبقا
من قِبل السلطات المالية التي تُديرُ العرض في الحقيقة.
رغم ذلك، غالبا ما يظُن الكثيرون من الذين يُدركون وهم الديمقراطية هذا:
"لو كنا فقط نستطيع إيصال سياسيينا الشرفاء الأخلاقيين إلى الحكم،
حينها سوف نكون على ما يرام".
حسنا، في حين أن هذه الفكرة بالطبع تبدو معقولة
من منظورنا العالمي الموجَّه والراسخ،
إنها وللأسف مغالطة أخرى.
حيث أنه عندما نأتي الى ما هو مهم بالفعل،
المنشأة السياسية و بالتالي السياسيون أنفسهم،
ليست لديهم أية صلة بما
يجعل عالمنا ومجتمعنا يعملان.
ليس السياسيين من يستطيع حلّ المشاكل.
ليس لديهم قُدرات تقنية.
لا يعرفون كيفية حل المشاكل.
حتى لو كانوا صادقين، فهم لا يعرفون كيفية حل المشاكل.
إنهم التقنيون الذين يُـنشئون محطات تحلية المياه.
إنهم التقنيون الذين يُعطونك الكهرباء.
هم من يصنّع سيارتك.
من يدفِّئ بيتك و يبرده في فصل الصّيف.
انها التكنولوجيا التي تحل المشاكل، ليس السياسة.
السياسيون لا يمكنهم حل المشاكل لأنهم لم يدرّبوا على فعل ذلك.
عدد قليل جدا من الناس يقف اليوم ويتأمّـل
ما الذي بإمكانه حقاً أن يـٌحسِّن شروط حياتهم.
هل هو المال؟ بالتأكيد لا.
لا يمكن للمرء أن يأكل المال أو يحشره في سيارته لتشغيلها.
هل هي السياسة؟
كل ما يمكن للسياسيين فعله هو خلق القوانين،
وضع الميزانيات، وإعلان الحرب.
هل هو الدِين؟
بالطبع لا، الدِين لا يفعل شيئاً سوى
المواساة المعنوية العاطفية لمن يحتاجها.
الهدية الحقيقية التي نملكها نحن البشر،
والتي كانت وحدها المسؤولة عن
كل تحسُّن في شروط حياتنا
هي التكنولوجيا.
ما هي التكنولوجيا؟
التكنولوجيا هي قلم الرّصاص،
الذي يسمح للإنسان بترسيخ أفكاره على ورقة من أجل التواصل.
التكنولوجيا هي وسائل النقل، الذي تسمح للشخص بالسفر أسرع مما
قد تسمح به قدماه.
التكنولوجيا هي زوج من النظارات،
التي تُمكن مـِن الرؤية لمن يعوزها.
التكنولوجيا التطبيقية هي مجرّد امتداد للخواص الانسانية،
تـُـقلل من جهد الإنسان،
وتحرر البشر من مشكلة أو عبء معيّن.
تخيل ما ستكون عليه حياتك اليوم بدون الهاتف،
أو الفرن،
أو الحاسوب، أو الطائرة.
.
كل شيء في منزلك، والذي تعتبره من المسَلمات،
من جرس الباب، الى الطاولة،
الى غسالة الصحون، هو تكنولوجيا
وُلدت من الإبداع العلمي الخـلاّق للتقنيين.
لا المال، ولا السياسة أو الدين.
هذه منشآت زائفة.
...والكتابة لعضو الكونغرس الخاص بك هو امر رائع.
"يقولون لك : اكتب لعضو الكونغرس الخاص بك إذا أردت أن يتم إنجاز شيء.
يجب أن يكون الناس في واشنطن في طليعة التكنولوجيا.
طليعة الدراسة الإنسانية.
طليعة في الجريمة.
كل العوامل الداخلة في صياغة سلوك الانسان.
ليس عليك الكتابة لعضو الكونغرس الخاص بك.
أي نوع من الناس هُم حتى يُعيَّنوا لأداء هذه الأعمال؟
سوف يحمل المستقبل صعوبات كبيرة...
و السؤال الذي يطرحه السياسيّيون هو:
كم ستكون تكلفة مشروع ما؟
والسؤال هو ليس "كم سيكلف".
بل هل لدينا الموارد؟
ونحن اليوم لدينا الموارد لإسكان الجميع،
لبناء مستشفيات في كل انحاء العالم،
ولبناء مدارس في كل انحاء العالم،
أفضل المعدات في المختبرات للتدريس وللقيام بالبحوث الطبية.
وكما ترى، لدينا كل ذلك، ولكننا في النظام المالي،
وفي النظام المالي هناك ربح.
وما هي الآلية الأساسية التي تقود نظام الربح
إلى جانب المصلحة الذاتية؟
ما الذي يُبقي التنافسية مشتعلة؟
هل هي الكفاءة العالية و الاستدامة؟
لا، هذه ليست جزءًا من تصميمها.
مجتمعنا القائم على الربح لا يُنتج
أيَّ شيء مستدامٍ أو ذو كفاءة.
لو كان هذا صحيحاً، لما كانت تكلفة صناعة خدمات السيارات
تفوق ملايين الدولارات.
ولن يكون متوسط عمر معظم الإلكترونيات
أقل من ثلاثة أشهر.
هل هي الوفرة؟
قطعاً لا.
الوفرة، وفقاً لقوانين العرض والطلب،
هي في الواقع شيء سلبي.
إذا وجدت شركة ألماس
خلال التنقيب 10 أضعاف الكمية المعتاد عليها،
هذا يعني إزدياد عـــرض الألماس،
وهو ما يعني إنخفاض التكلفة والربح لكل الماسة.
والحقيقة هي : الكفاءة، الاستدامة، والوفرة
هي أعداء الربح.
لصياغتها في كلمة،
آلية الندرة هي التي تزيد من الأرباح.
ما هي الندرة؟
هي قائمة على إبقاء المنتجات قيِّمة.
تخفيض إنتاج النفط يرفع السعر.
الحفاظ على ندرة الألماس يبقي الأسعار مرتفعة.
هم يحرقون الماس في منجم كيمبرلي للماس.
حيث أنها مكونة من الكربون. هذا يبقي الأسعار عالية.
إذن، ما الذي يعنيه للمجتمع عندما تكون الندرة،
سواءٌ كان منشئها طبيعياً او بالاحتيال
وضعاً مفيداً للصناعة؟
هذا يعني أن الاستدامة و الوفرة
مستحيلتا الحدوث في نظام ربحي،
لأنها تتعارض ببساطة مع طبيعة البُنية.
ولذلك، فمن المستحيل أن يكون العالم دون حرب أو فقر.
ومن المستحيل أن تتحسن التكنولوجيا باستمرار
إلى اقصى اشكال الكفاءة والانتاج.
وبصورة أكثر درامية،
من المستحيل أن تتوقع أن يتصرف
البشر بأخلاقية وشهامة حقيقية.
الطبيعة البشرية
أو السلوك البشري؟
- الناس يستخدمون الكلمة "غريزة"
لأنهم لا يستطيعون تفسير السلوك.
هم يسترخون هكذا ويخمنون
بواسطة جهلهم، انت تعلم،
ويقولون أموراً مِثل...
"البشر خُلقوا بطريقة معينة. الطمع هو أمرٌ طبيعي،"
وكأنهم بحثوا الأمر لسنين.
وهذا ليس طبيعياً اكثر من ارتداء الملابس.
- ما نريد انجازه هو إزالة
أسباب المشاكل.
إزالة العمليات
التي تُنتِج الطمع والتعصُّب والإنحيازات،
واستغلال البشر لبشرٍ آخرين، والنخبوية،
إزالة الحاجة الى السجون والضمانات الاجتماعية.
هذه المشاكل كانت لدينا دائماً
لأننا عشنا دوماً تحت النُّدرة والمقايضة
وفي أنظمةٍ تُنتج النُّدرة بنفسها.
لو ازلت الظروف التي تولِّد
السلوكيات العدوانية في المجتمع، لن يكون لها وجود.
.
المرء سيسأل: "أليس ذلك طبيعيًا؟" لا، ليس كذلك.
.
لا وجود للطبيعة البشرية؛ هناك سلوك بشري،
وهذا السلوك كان يتغيرُ دائماً على مر التاريخ.
أنت لا تولد مع العصبية، الجشع، الفساد، والكراهية.
ولكنك تَلتقطُ ذلك من المجتمعِ.
الحرب، الفقر، الفساد، الجوع، البؤس، والمعاناة البشرية
لن تتغيّـر في النظام المالي.
أي، سيكون هناك تغيير طفيف للغاية.
التغيير سيتطـلـب إعادة رسم ثقافتنا، قيمنا،
.
وينبغي على التغيير ان يكون ذو صلة مع القدرة الاستيعابية للأرض،
وليس مجرّد رأي شخص ما أو تصورات بعض السياسيين
عن كيف ينبغي للعالم أن يكون.
أو تصوُر دينٍ مـا عن كيفية ادارة الشؤون الإنسانية.
وهذا ما يتكلم عنه مشروع فينوس.
المجتمع، الذي نحن في صدد الحديث عنه،
هو مجتمع خال من جميع الخرافات القديمة،
الحصار، السجون، قسوة الشرطة والقانون.
كل القوانين سوف تختفي،
وسوف تختفي المهن التي لم تعد سارية المفعول،
مثل سماسرة الأوراق المالية، المصرفيين، المروّجين.
ستختفي! الى الأبد!
لانه لم يعد لها أهمية.
عندما نفهم أن التكنولوجيا
التي ابتكرها الإبداعِ الإنساني
التي تحرر البشرية وتعزز من جودة حياتنا،
عندها ندرك، أن اهم شيء يمكننا التركيز عليه
هو الإدارة الذكية لموارد الأرض.
لأنه من هذه الموارد الطبيعية، نستمد المواد اللازمة
لمواصلة طريقنا نحو الازدهار. باستيعابنا لهذا سنرى،
ان المال يتواجد أساسا كحاجز لهذه الموارد،
لأن كل شيء تقريبا له ثمن مالي.
ولماذا نحتاج إلى المال للحصول على هذه الموارد؟
لأن هناك نُدرة حقيقية او مصطنعة للأشياء.
عادة لا ندفع ثمناً مقابل الهواء ومياه الشرب،
لأنها بكميات وفيرة للغاية،
بحيث سيكون بيعها بلا جدوى.
لذا، لنتكلّـم منطقياً، اذا كانت الموارد
والتكنولوجيات قادرة على خلق كل شيء في مجتمعاتنا
مثل المنازل، المدن ووسائل النقل، اذا كانت وفيرة بما فيه الكفاية
لن يكون هناك أي سبب لبيع أي شيء.
كذلك، إذا كانت الأتمتة والتشغيل الآلي متقدمين جدا تكنولوجياً،
لدرجة إعفاء البشر من العمل،
لن يكون هناك أي سبب للعمل.
و بعد إنتهائنا من هذه الجوانب الإجتماعية،
لن يكون هناك أي معنى لامتلاك المال.
لذا يبقى السؤال النهائي:
هل لدينا على الأرض موارد كافية
ومعرفة تكنولوجية كافية
لنُنشىء مجتمعًا بهذه الوفرة،
لدرجة ان كل ما لدينا الآن يمكنه أن يكون متاحاً بدون تسعيرة
وبدون الحاجة للرضوخ للتوظيف؟
نعم، لدينا.
لدينا الموارد والتكنولوجيا لتمكين هذا كحد أدنى
.
مع رفع مستويات المعيشة لدرجة
ان الناس في المستقبل سينظرون الى الوراء على حضارتنا الحالية
ويقولون عنا مذهولين: "كم كانوا بدائيين !"
- ما يقترحه مشروع فينوس هو نظام مختلف تماما
.
نظام يُحدِّث نفسه بالتماشي مع المعرفة الموجودة.
لم نسلِّم العلماء أبداً مَهمَّة البحث في
كيفية تصميم مجتمع يستطيع
إزالة المهن المملة والرتيبة،
مجتمعٌ من شأنه القضاء على حوادث الطرق،
تمكين الناس من الحصول على مستوى معيشة عالٍ،
الذي من شأنه القضاء على السموم في غذائنا،
الذي يقدم لنا مصادر أخرى للطاقة، نظيفة وفعالة.
يمكننا فعل ذلك.
الإقتصاد القائم على الموارد.
الفرق الرئيسي بين
الاقتصاد القائم على الموارد والاقتصاد القائم على المال
هو أن الاقتصاد القائم على الموارد مُهتمٌ حقاً بالناس وبرفاههم،
.
أصبح النظام المالي مشوَهاً لدرجة أن اهتمامه
وعنايته بالناس أصبحت أمراً ثانوياً، هذا إن كان هناك اهتمامٌ بالأصل.
ينتجون البضائع فقط ليكسبوا مالاً أكثر.
اذا كانت هناك مشكلة في المجتمع،
ولا يمكنك كسب المال عبر حل تلك المشكلة، فإنها لن تــُحــل.
الاقتصاد القائم على الموارد حقاً
ليس قريباً من أي شيء قد تم تجربته من قبل.
وبالتكنولوجيا التي نملكها اليوم يمكننا ان نحقق الوفرة.
التي ستحسن طريقة حياة كل شخص،
وفرة في جميع أنحاء العالم، لو استخدمنا تكنولوجياتنا بحكمة
وحافظنا على البيئة.
- انه نظام مختلف تماماً و من الصعب جداً الحديث عنه
.
لأن الجمهور ليس واعيا بما يكفي
لحالة التكنولوجيا.
الطاقة
في الحاضر، لا نحتاج إلى حرق الوقود العضوي.
لا نحتاج إلى استخدام أي شيء قد يلوث البيئة.
توجد الكثير من موارد الطاقة المتاحة.
حلول الطاقة البديلة التي يدفع بها القانون
مثل الطاقة الهيدروجينية، الكتلة الحيوية وحتى النووية
كلها غير مُرضية، خطرة وتتواجد فقط
لتستديم بُنية الربح التي أنشئتها الصناعة.
عندما ننظر الى ما ابعد من الدعاية والحلول ذات المصلحة الشخصية
التي تروج لها شركات الطاقة،
سنجد على ما يبدو تدفُّق لا نهائي
للطاقة النقية، الوفيرة والمتجددة لتوليد الطاقة.
الطاقة الشمسية و طاقة الرياح يعرفها الجمهور جيدًا،
لكن القدرات الحقيقية الكامنة في هذه الوسائط تبقى غير مُعبَّر عنها.
الطاقة الشمسية، مستمدة من الشمس،
ذات وفرة عالية، حيث ان ساعة واحدة من ضوء الظهيرة
تحتوي على طاقة أكثر مما يستهلكه العالم في سنة.
لو استطعنا التقاط 1% من هذه الطاقة،
لن يحتاج العالم لحرق النفط، الغاز أو أي شيء آخر.
السؤال إذن، ليس عن التوفُّر،
و إنما عن التكنولوجيا التي ستُسخِّر الطاقة لنا.
و هناك المزيد من الوسائط المتطورة اليوم،
التي تستطيع تحقيق هذا،
لو لم نكن مُقيَّدين بحاجتنا إلى المنافسة على نصيبنا من السوق
في بُنى الطاقة المُنشئة.
ثُم يوجد طاقة الرياح.
قد تم الابلاغ عن طاقة الرياح انها ضعيفة،
وأنها تعتمد على الموقع، وأنها غير عمليّة.
هذا ببساطة غير صحيح.
وزارة الطاقة الامريكية أقرت في عام 2007 أنه
إذا تم حصد طاقة الرياح بشكل كامل فقط في ثلاث من أصل 50 ولاية أمريكية،
ستكون قادرة على تزويد الدولة برمتها.
وتوجد وسائط غير معروفة
طاقة المد والجزر (الطاقة القمرية) والأمواج.
تُستمَد الطاقة القمرية من حركة المد والجزر في المحيط.
عند تثبيت تُربينات لالتقاط هذه الحركة، تتولَّد الطاقة.
في المملكة المتحدة، تم تحديد إثنان وأربعون موقعاً متاحاً،
ومن المتوقع أن 34% من طاقة المملكة المتحدة
يمكن أن تأتي من المد المحيطي لوحده.
طاقة الامواج، و التي تستخرج الطاقة
من حركة سطح المحيط،
حسب التقديرات تصل قدرتها العالمية
الى 80.000 تيرا واط / ساعة في السنة.
هذا يعني أن 50% من استهلاك رمة الكوكب
يمكن إنتاجه من هذا الوسيط لوحده.
الآن، من المهم التنويه إلى أن
طاقة المد والجزر، الامواج، الطاقة الشمسية و الرياح
عمليًا لا تحتاج إلى طاقة سابقة لاستخلاصها،
بعكس الفحم، النفط، الغاز، الكتلة الحيوية، الهيدروجين وغيرها.
عند جمع هذه الوسائط الأربع معاً،
وإذا تم إستخلاصها بكفاءة خلال التكنولوجيا،
تستطيع تزويد العالم إلى الأبد.
يوجد شكل آخر من أشكال الطاقة النقية
والمتجددة، والتي تفوقها كلها.
طاقة الحرارة الأرضية.
تُستخرج طاقة الحرارة الأرضية خلال عملية تسمى "التنقيب عن الحرارة".
والتي، خلال عملية بسيطة يشترك فيها الماء،
بمقدورها توليد كميات هائلة من الطاقة النقيّة.
في 2006، تقرير لجامعة ماساتشوستس [MIT] عن طاقة الحرارة الأرضية
وجد أن 13.000 زيتاجول من الطاقة موجودة حاليًا في الكرة الارضية
وبكل سهولة يمكن لتكنولوجيا مُحسَّنة
إستخلاص 2.000 زيتاجول.
الإستهلاك الكلي لكل دول العالم في الكوكب
هو حوالي نصف زيتاجول في السنة.
هذا يعني تقربًا 4000 سنة من طاقة الكوكب يمكن إستخلاصها
من هذا الوسيط لوحده.
وعندما نفهم أن إنتاج الحرارة الأرضية يتجدد بشكل ثابت،
هذه الطاقة في الحقيقة لا حد لها.
ويمكن إستخدامها إلى الأبد.
تُعتبر مصادر الطاقة هذه فقط واحدة من
الوسائط المتاحة وهي نقية ومتجددة
ومع تقدم الزمن سنجد المزيد منها.
الإدراك الكبير هو أنه لدينا وفرة هائلة من الطاقة
بدون الحاجة إلى التلوث،
أو الطرق التقليدية في تخفيض استهلاك الطاقة أو الحاجة الى ملصق التسعير.
و ماذا عن المواصلات؟
الشكل السائد للمواصلات في مجتمعنا
هو المركبات والطائرات،
كلٌّها تحتاج إلى الوقود الأحفوري في الدرجة الأولى كي تعمل.
في حالة المركبات، تكنولوجيا البطارية
التي نحتاجها لتشغيل السيارة الكهربائية
التي تستطيع السفر لأكثر من مسافة 100 في الساعة
ولأكثر من 200 ميل بشحنة واحدة،
موجودة وكانت موجودة لسنوات عدة.
لكن، بسبب براءة الإختراع للبطارية (Patent) ، المُسيطر عليها من قِبل شركات النفط
والتي تحد من توفرها لتحافظ على نصيبها في السوق،
مقترنة بالضغط السياسي من صناعات الطاقة،
مجال الإتاحة والقدرة الشرائية لهذه التكنولوجيا محدودين.
بالتأكيد لا يوجد أي سبب،
عدا اهتمامات ربحية فاسدة خالصة،
يمنع جعل كل سيارات العالم
كهربائية و نقية تمامًا، بدون استهلاك الغازولين.
كذلك الطائرات، حان الوقت لندرك
ان وسيلة السفر هذه غير فعالة، فهي مُرهقة
بطيئة وتؤدي الى الكثير من التلوث.
هذا قطار مغناطيسي معلق (ماغليف - Maglev).
يستخدم القوى المغناطيسية للدفع.
إنه معلق تمامًا بحقل مغناطيسي
ويحتاج إلى أقل من إثنان بالمائة من الطاقة المستخدمة في الطيران.
لا يوجد للقطارات عجلات، إذن ليس فيها ما يتآكل.
السرعة القصوى الحالية لهذه التكنولوجيا،
والمستخدمة في اليابان، هي 361 ميل في الساعة.
ولكن، هذه التكنولوجيا قديمة جدا.
منظمة تدعى ET3،
والتي لديها إتصالات مع مشروع فينوس،
قد أنشئت قطار مغناطيسي أنبوبي
يستطيع السفر بسرعة 4000 ميل في الساعة
في إنبوب عديم الحركة والإحتكاك،
والذي يمكنه أن يعبر فوق الأرض أو من خلال الماء.
تخيل السفر من لوس أنجلوس إلى نيويورك لاستراحة غداء طويلة
أو من واشنطن إلى بكين في الصين، خلال ساعتين.
هذا هو مستقبل السفر القاري و المتعدد القارات.
سريع و نظيف و يحتاج إلى جزء بسيط من استهلاك الطاقة
التي نستخدمها اليوم لذات النتيجة.
في الواقع، باستخدام تكنولوجيا الماغليف،
والبطاريات المتطورة والطاقة الحرارية الأرضية،
لن يكون هنالك اي سبب لحرق الوقود الأحفوري بعد اليوم.
و يمكننا فعل ذلك الآن،
لو لم نكن مقيدين ببنية الربح المُشِلّة.
العمل
امريكا اليوم تنحدر باتجاه الفاشية.
بسبب فلسفتها ودِينها المهيمنين تميل
الى دعم وجهة النظر الفاشية.
الصناعة الأمريكية هي في الأساس مؤسسة فاشية.
إذا لم تفهم هذا بعد، في اللحظة التي تختم ساعة تسجيل وقت العمل
انت تدخل في الدكتاتورية.
يُعطوننا قيمًا عن إحترام العمل.
وأنا ارى أنها عبودية بأُجرة.
ترعرعت على ان تـُؤمن أنَّ عليك كسب لقمة عيشك
بعرق جبينك. هذا يمنع الناس من التّقدم.
تحرير الناس من الكدح،
ومن الأعمال المتكررة التي تجعلهم جَهلة.
أنت تسرقهم.
في مجتمعنا، باقتصاده القائم على الموارد
الآلات تحرر الناس.
أترى، نحن لا نستطيع تخيل ذلك
لأننا لم نرى عالماً كهذا.
الأتمتة
بنظرة الى التاريخ،
سنرى نمطاً واضحاً من الأتمتة الآلية
تحتل مكان عمل البشر ببطئ.
من اختفاء رجل المصعد
إلى الأتمتة الشبه كاملة لمحطات إنتاج وسائل النقل،
الحقيقة هي، كلما نمت التكنولوجيا،
الحاجة الى الأيدي العاملة البشرية سوف تُزال باستمرار.
.
هذا يُنشئ تصادماً جاداً،
وهذا سيثبت زور نظام العمل القائم على المال،
حيث أن توظيف البشر في منافسة مباشرة
مع التقدم التكنولوجي.
لذا، عندما يكون الربح هو الأولوية الجوهرية للصناعة،
سيتم تنحية الناس
وسيُستبدلون بالآلات باستمرار.
عندما تُدخِل الصناعة الآلات
بدلًا من تقصير يوم العمل للموظف، يقومون بتقليل اليد العاملة.
أنت تخسر عملك لذا لك الحق أن تخاف من الآلات.
في اقتصاد قائم على الموارد وعلى التكنولوجيا المتطورة،
من التحفظ القول أن تقريبًا 90% من كل المِهن الحالية
ستلغيها الآلات تدريجياً.
ما سيحرر الناس ليعيشوا حياتهم بدون خضوع.
حيث ان هذا هو الهدف من التكنولوجيا.
ومع الوقت، مع تقنية النانو
وغيرها من أشكال العلم المتقدّم،
احتمال رؤية الالات وهي تؤدي عمليات
طبية مُعقدة ليس بعيدًا يضًا.
واستناداً على النمط، ستكون نسبة نجاحها أكبر
مما يصل إليه البشر اليوم.
الطريق واضحٌ، لكن بنيتنا القائمة على المال
والتي تتطلَّب العمل لتوفير الدخل، تقف امام هذا التقدم،
حيث أن البشر يحتاجون المهن، من أجل البقاء.
خلاصة الكلام هو أن على هذا النظام ان يزول،
وإلا لن نكون أحرارًا،
والتكنولوجيا سوف تُشَل باستمرار.
لدينا آلات لتنظف مجارينا
وتحرر الناس من فعل ذلك.
إذن إعتبر الآلات امتداداً للأداء البشري.
بالإضافة، لن يكون لعديدٍ من مهن اليوم
اساسات وجودٍ في إقتصاد قائم على الموارد،
مثل المهن المرتبطة بإدارة الأموال،
الدعاية، وكل نظام القانون نفسه.
لأنه، بدون المال، الأغلبية العظمى من الجرائم
التي تُرتكب اليوم لن تحصل ابداً.
عملياً، كل أشكال الجريمة سببها النظام المالي،
سواء بشكل مباشر أو بسبب اضطرابات عصبية،
ناتجة عن الحرمان المالي.
لذا، فمصير القوانين ذاتها أن تنقرض.
بدلًا من أن تضع إشارة: "قُد بحذر،
الشارع زلق وهو رطب،" ضع مخشّنات على الطريق السريع،
حتى لا يكون زلقًا عندما يكون رطبًا.
وعندما يركب احدهم السيارة، وهو ثمل
وسيارته تتمايل بشكل كبير
سيكون هنالك بندول صغير يتأرجح صعوداً ونزولاً،
وهذا سيسحب السيارة إلى جانب الطريق.
ليس قانوناً... بل هو حل.
.
ضع سونار ورادار على المركبات حتى لا تتصادم مع بعضها البعض.
القوانين التي صنعها الإنسان هي محاولات
للتعامل مع المشاكل التي تحدث
بدون معرفة كيفية حلها،
فيضعون قانونًا.
- في الولايات المتحدة الأمريكية - اكبر دولة مخصخصة
و رأس مالية على الكوكب - ليس من المفاجئ
ان تعلم أن لديها أكبر عدد من المساجين في العالم،
يزدادون كل سنة.
إحصائيًا، أغلب هؤلاء الناس غير متعلمين
و يأتون من مجتمعات فقيرة و محرومة.
وبعكس الدعاية، التكييف البيئي هو الذي
أدى بهم إلى السلوك الإجرامي و العنيف.
ولكن المجتمع ينظر الى هذا الأمر
بطريقة مختلفة.
نظام القانون و السجون هي فقط امثلة اضافية
للطرق التي يتحاشى بها مجتمعنا فحص،
الاسباب الجذرية للسلوكيات.
يتم صرف البلايين كل سنة على السجون والشرطة،
.
بينما يُصرَف جزء صغير على برامج التعامل مع الفقر،
والذي هو في بادئ الأمر أحد المتغيرات
الجوهرية المسؤولة عن الجريمة.
وطالما نملك نظاماً اقتصاديًا،
و الذي يفضل وفي الواقع يخلق
النُّدرة والحرمان، فإن الجريمة لن تختفي ابدًا.
الحافز
- إذا أُتيح للناس الحصول على ضروريات الحياة
بدون الخدمة، الدَّين، المقايضة، التجارة،
لسوف يتصرفوا بشكلٍ مختلفٍ تمامًا.
تريد الحصول على كل هذه الأمور بدون ثمن.
ولكن بدون ثمنٍ للأشياء، ماالذي سَيحفِّز الناس؟
الشخص الذي سيحصل على كل ما يريد سيستلقي تحت الشمس ولن يقوم بأي مَهمة.
هذه مجرّد خرافة قاموا بترويجها.
لقَّنوا الناس في هذا المجتمع على ان يؤمنوا
بأن النظام المالي يخلق المحفّزات.
إذا كانت لديهم إمكانية الحصول على كل شيء، كيف سيرغبوا بفعل أي شيء؟
لسوف يخسرون محفزاتهم.
هذا ما تم تعليمك اياه كي تدعم النظام المالي.
عندما تُخرِج المال من المشهد،
لسوف تتواجد محفزات مختلفة، محفزات مختلفة تماماً.
عندما يحصل الناس عى ضروريات الحياة،
محفزاتهم ستتغير.
ماذا عن القمر و النجوم؟
تظهر محفزات جديدة.
إذا رسمت لوحةً أعجبتك،
ستستمتع أكثر بأن تهديها للناس، و ليس ببيعها.
التعليم
- أنا أرى أن معظم التعليم، الذي لدينا اليوم،
يُنتج في الاساس شخصاً ما لمهنة ما
يصبحون متخصصين جداً. وبدون ثقافة عامة.
الناس لا يعرفون الكثير عن عدة مواضيع.
أنا لا أظن أنك تستطيع دعوة الناس إلى الحرب،
إذا كانوا يعرفون الكثير بمجالات عديدة.
أنا أرى أن معظم التعليم هو حفظ عن ظهر قلب،
ولا يعلموهم كيف يحُلّوا المشاكل.
لا يعطونهم الادوات، عاطفيًا، أو حتى ضمن مجالهم،
ليتمكنوا من التفكير الناقد.
في إقتصاد قائم على الموارد، لسوف يصبح التعليم مختلفًا تمامًا.
- أهم حاجات مجتمعنا هي التقدم الذهني
وأن تحفز كل شخص إلى أقصى قدراتهم.
.
لأن فلسفتنا هي انّه كلما ازداد ذكاء الناس، كلما ازداد ثراء العالم
لأن كل شخص يصبح مساهمًا.
كلما ازداد ذكاء اطفالك، تُصبح حياتي افضل.
.
لأنهم سيُساهمون بشكل بنّاء أكثر
في البئية وسيقدمون لي الكثير.
لأن كل شيء نبتدعه في اقتصاد قائم على الموارد
سوف يُطبَّق على المجتمع كله، لا يوجد ما يكبح هذا الأمر.
.
الحضارة
الوطنية، الأسلحة، الجيوش والقوات البحرية،
كل هذه هي دلائلٌ على عدم تحضُّرنا.
.
سيسأل الأطفال آبائهم:
"ألم تروا ضرورة الآلات؟"
"أبي، ألم ترَ أن الحرب كانت حتمية
عندما تنتج النُدرة؟" أليس هذا بديهياً؟
بالطبع، سيفهم الطفل أنكم كنتم حمقى،
.
- تربيتم لخدمة المؤسسات المُنشئة فقط.
نحن مجتمع مقيتٌ ومريض،
حيث أننا لن ندخل كتاب التاريخ.
هم سيقولون فقط أن الأمم الكبيرة أخذت أراضي الأمم الصغيرة،
مستخدمةً القوة والعنف.
سوف يتحدثون عن التاريخ كسلوكٍ فاسدٍ
طال زمنه حتى ظهر العالم المتحضِّر.
.
وهذا يحصل عندما تجتمع كل الأمم للعمل المشترك.
عندما يتوحد العالم، ويسعى باتجاه المصلحة العامة
لكل البشر.
وبدون ان يخضع أحدٌ لأحد.
يدون الطبقية الأجتماعية، سواء أكانت النخبوية التقنية،
.
أو أي شكل من أشكال النخبوية، سوف تُمحى عن وجه الأرض.
.
"الدولة" لا تفعل اي شيء لأنه لا وجود للـ "دولة".
لا وجود للدولة...
النظام الذي اؤيده وأدعو اليه، هو اقتصاد قائم على الموارد عالمي،
وهو ليس مثالياً، لكنه افضل بكثير مما لدينا اليوم.
.
لا يمكننا تحقيق الكمال.
"وطني هو العالم...وديني هو فعل الخير."
.
- توماس بين - 1737-1809
القيم الاجتماعية في مجتمعنا،
والتي تجلت في الحروب الدائمة، الفساد
.
القوانين القمعية، الطبقية الاجتماعية،
.
.
تدمير البيئة، والطبقة الحاكمة
الاستبدادية، الغير مبالية بالمجتمع، المهووسة بالربح،
هي في الأساس نتيجة لجهل جماعي لإدراكين
وهما من أهم الادراكات التي باستطاعة البشر فهمها حول الواقع.
السِّمة الانبثاقية والسِّمة التكافلية للقانون الطبيعي.
الطبيعة الانبثاقية للواقع هي أن جميع الأنظمة،
سواء أكانت المعرفة، المجتمع، التكنولوجيا،
الفلسفة أو أي تكوين
عندما لا يتم كبحها، سوف تمر بتغيرات سلسة دائمة.
.
ما نعتبره اليوم شيئا عادياً
مثل النقل والاتصالات الحديثة،
لم يكن حتى متخيّلا في العصور القديمة.
وبالمثل، فإن المستقبل سيحوي تكنولوجيات،
إنجازات وهياكل إجتماعية
لا نستطيع حتى فهمها في الوقت الحاضر.
فقد انتقلنا من الكيمياء القديمة إلى الكيمياء الحديثة،
من كونٍ مركزه الأرض إلى كونٍ مركزه الشمس،
من الاعتقاد بأن الشياطين هي سبب الامراض
إلى الطب الحديث.
هذا التطور لا يُبدي اي علامة على التوقف،
وهذا هو الوعي الذي يضعنا ويقودنا
في طريق متواصل نحو النمو والتقدُّم.
.
لا وجود للمعرفة التجريبية الثابتة،
ولكن يوجد نفاذ البصيرة في عملية انبثاق كل الأنظمة
الذي يجب ان ندركه.
هذا يعني بأن علينا ان نكون منفتحين لمعلومات جديدة دائماً،
حتى لو كانت تهدد نظام معتقداتنا الحالي،
وبالتالي، هوياتنا.
ومن المحزن أن المجتمع اليوم قد فشل في إدراك هذه الحقيقة،
و المؤسسات الناشئة تواصل شَلّ النمو
من خلال حفظ هياكل إجتماعية بالية.
وفي الوقت ذاته، يخاف الناس من التغيير.
لأن الطريقة التي تكيفوا بها تؤمن بالهوية الثابتة
وتحدي النظام الإيماني لشخص ما،
ينتهي عادةً بالإهانة والاعتقال.
لأنه يتم ربط الخطأ بالفشل،
الحقيقة هي ان عليك ان تحتفل إذا أُثبِت بأنك على خطأ.
لأن ذلك يؤدي بك إلى الإرتقاء إلى مستوى جديد من الإدراك،
معززاً الوعي.
في الحقيقة، ليس هناك ما يسمى إنسان ذكي،
لأنها مجرد مسألة وقت
قبل أن تـُحدّث أفكارهم أو تــُغيّر أو تُستأصل.
وهذا الميل للتشبث الأعمى بنظام إيماني،
حاجباً عنه ما يمكن أن يكون تحويلاً للمعلومات
ليس إلا شكلاً من أشكال المادية الفكرية.
والنظام المالي يـُديم هذه المادية
ليس فقط عبر بنيته المحافظة على الذات،
لكن أيضا عبر عدد لا يحصى من الناس
الذين تم تكييفهم ليتمسكوا بشكل اعمى
وتلقيني بهذه الهياكل،
ولذلك [جعلوا أنفسهم بانفسهم أوصياء على الوضع الراهن.
كالأغنام لم تعد بحاجة الى كلب للسيطرة عليها.
لانهم يسيطرون على بعضهم البعض
عن طريق نبذ أولئك الذين يخروج عن الصف.
وهذا الميل لمقاومة التغيير ودعم المؤسسات القائمة
.
من أجل الهوية ،الراحة، القوة والربح،
.
ليس مستداماً على الإطلاق.
وسوف ينتج المزيد من عدم التوازن،
التفكّك، التشويه، وبثبوتية،
.
.
إلى الدمار.
لقد حان وقت التغيير.
من صيادين وجامعي ثمار،
إلى الثورة الزراعية،
إلى الثورة الصناعية،
النمط واضح.
حان وقت النظام الاجتماعي الجديد
الذي يعكس المفاهيم التي توصلنا اليها اليوم.
النظام المالي هو نتاج فترة زمنية
.
حين كانت النُدره فيها واقعاً.
أما الآن في عصر التكنولوجيا، لم يعد ذلك النظام مهم للمجتمع.
.
غادر مع السلوك الضال الذي أظهره.
كذلك، وجهات النظر المهيمنة في العالم، كالديانات الإيمانية
مثل الديانات التوحيدية، ايضاً هي غير مهمة اجتماعياً.
.
الإسلام، المسيحية، اليهودية، الهندوسية وغيرها
تتواجد كمعيقات للنمو الشخصي والاجتماعي.
فكل مجموعة تحاول إستدامة وجهة نظر مغلقة عن العالم.
وهذا الفهم المحدود الذي يعترفون به
هو ببساطة غير ممكن في كون منبثق.
ومع ذلك، فإن الدِّين قد نجح في إيقاف
الوعي لهذا الإنبثاق
عن طريق غرس التشويه النفسي المتعلق بالايمان في قلوب اتباعه.
.
حيث يتم رفض المنطق والمعلومات الجديدة
لمصلحة إعتقاداتِ قديمة عفا عليها الزمن.
مفهوم الإله
هو في الحقيقة وسيلة لتفسير طبيعة الأشياء.
في الأيام الأولى، لم يمتلك الناس معلومات كافية
عن كيف تتشكَّل الاشياء،
كيف تعمل الطبيعة.
لذا إخترعوا قصصَهم الصَغيرةَ الخاصةَ بهم،
وخلقوا ربًّا على صورتهم.
رجل يغضب
عندما يتصرّف الناس بشكلٍ غير سوي. يخلق الزلازل والفيضانات
.
ويقولون انه من فِعل الله.
ان القينا نظرة سريعة على تاريخ الدين المخفي
نكتشف أنه حتى الأساطير التأسيسية بحد ذاتها
هي ذروات انبثاقية تطورت بمرور الوقت من خلال التأثير عليها.
فعلى سبيل المثال، موت وقيامة المسيح
هو ركن أساسي من أركان العقيدة المسيحية.
وهذا المفهوم مهم جداً لدرجة أن الكتاب المقدس نفسه يصرّح
"َإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ
فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُم" 1:كورنثوس 15
رغم ذلك من الصعب جداً أخذ هذه القصة حرفياً،
ليست فقط لغياب مصدر معتمد يدل
على حدوث مثل هذا الحدث الخارق في التاريخ
بل بسبب معرفة ان هناك عدد هائل من المُخلّصين من قبل حقبة التبشير بالمسيح
الذين قد ماتوا و قاموا أيضاً
هذا يضع هذه القصة في السياق الأسطوري على الفور.
شخصيات الكنيسة الأوائل، مثل ترتليان
.
حاولوا أقصى ما في وسعهم ليفندوا هذه العلاقة بالأساطير،
إلى درجة الإدّعاء أن الشيطان هو سبب هذه التشابهات.
ذاكراً في القرن الثاني:
"الشيطان، الذي ييسعى لتضليل الحقيقة،
يقلد بدقّة الطقوس الدينية الإلهية.
وهو يُعمّد متبعيه ويعدهم بغفران خطاياهم
انه يحتفل بقربان الخبز،
يجلب رمز القيامة.
لذا دعونا نعترف بمكر الشيطان،
الذي نسخ بعضا من هذه الأمور المقدّسة."
ولكن، ما هو محزن حقا،
انه عندما نتوقف عن إعتبار القصص المسيحية
اليهودية، الإسلامية والباقي
كنقل حرفي للتاريخ،
ونبدأ بتقبلها على حقيقتها،
على انها تعابير مجازية محضة آشتُقت من العديد من المعتقدات،
عندها سنستطيع أن نرى أن لكل الأديان خيط مشترك.
وهذا الأساس الجامع
هو ما يجب الإعتراف به وتقديره.
المعتقدات الدينية تسببت في التمزق والصراع
أكثر من أي أيديولوجية أخرى.
لدى المسيحية وحدها أكثر من 34.000 مجموعة فرعية مختلفة.
الإنجيل يخضع للتأويل.
عندما تقرأه، تجد نفسك قائلا
"اعتقد أن المسيح قصد هذا. أعتقد أن أيوب قصد ذلك."
"أوه لا! كان يقصد هذا."
فتحصل على اللوثرية، والسبتية، الكاثوليكية،
والكنيسة المنقسمة هي ليست بكنيسة على الإطلاق.
والكنيسة المنقسمة هي ليست بكنيسة على الإطلاق.
ونقطة الإنقسام هذه،
والتي هي علامة تُميّز ديناً عن الآخر،
تقودنا إلى الحديث عن فشلنا الثانيِ في الوعي.
الافتراض الزائف بالانفصال عن الآخرين
خلال رفض العلاقة التكافلية في الحياة.
وبصرف النظر عن الإدلااك بأنّ كل النظم الطبيعية هي منبثقة،
حيث أن كل مفاهيم الواقع ستتطور بشكل دائم،
تُعدَّل او حتى تُزال،
يجب علينا أيضا أن نفهم أن كـل الانظمة، هي في الواقع
أجزاءٌ انشئناها، فقط من أجل المحادثة.
لأنه لا يوجد شيء اسمه استقلال في الطبيعة.
كل الطبيعة عبارة عن نظام موحد يتركب من متغيرات مترابطة،
كل متغير هو فعل وردة فعل، يتواجد فقط كمجموعٍ مكثّف.
أنت لا ترى قابسا متصلاً بالمحيط،
لذا يبدو وكأننا أحرار... نستطيع التجول هنا وهناك.
اسلب منا الأكسجين ، سنموت كلنا فوراً.
خُذ الحياة النباتية بعيداً، فنموت.
وبدون الشمس، جميع النباتات تموت.
لذا نحن مترابطون.
يجب علينا حقاً أن نأخذ الكـُـل في الاعتبار.
فهذه ليست مجرد تجربة بشرية على هذا الكوكب،
انها تجربة كلية.
ونحن نعلم أننا لا نستطيع البقاء على قيد الحياة دون النباتات والحيوانات.
نعلم أننا لا نستطيع البقاء على قيد الحياة دون العناصر الأربعة، أتعلم؟
لذا، متى سنبدأ بأخذ هذا في حساباتنا بجديه؟
هذا هو معنى أن نكون ناجحين.
النجاح يعتمد على مدى ارتباطنا بكل شيء حولنا.
أَنا مدرك جدا لحقيقة أنّ حفيدي
لا يمكنه أن يأمل أن يرث عالماً متينا،
أن يرث عالماً متينا،
سلميًا، مستقرًا، وعادلاً اجتماعياً
إلا عندما يكون ايضاً لدى كل طفل يولد في
اثيوبيا، إندونيسيا، بوليفيا، فلسطين، وفي إسرائيل
نفس التوقعات.
يجب عليك الإهتمام بالمجتمع بأسره
وإلا ستواجه مشاكل عويصة.
والآن علينا ان نرى أن العالم كله هو المجتمع.
ويجب علينا جميعا الاعتناء ببعضنا البعض بهذه الطريقة.
وليس فقط مجتمع البشر،
انه مجتمع من النباتات والحيوانات والعناصر.
وعلينا حقاً إدراك هذا.
هذا ما سيجلب لنا السعادة ايضاً، والمتعة.
والمتعة.
هذا ما نفتقده في حياتنا اليوم.
يمكننا تسميتها روحانية،
ولكن حقيقة الأمر هي
أن الفرح يأتي من نعمة الترابط.
هذه هي روحنا الإلهية، هذا هو ذلك الجانب من أنفسنا
الذي يُحس بحقيقة الأمر، و يمكنك أن تُحسـّه في اعماقك
إنه هذا الشعور الرائع والمدهش، وستعرفه عندما تُحسّ به.
.
.
لا يمكنك شرائه بالمال، سوف تحصل عليه بالترابط.
.
"ولو أن الترابط ليس خطراً على هذه البلاد.
كيف سنستمر ببناء الأسلحة النووية،
تعلمون ما أعنيه؟
ما الذي سيحدث لصناعة السلاح
لو ادركنا أننا كلنا واحد؟
هذا سيدمّر الإقتصاد.
الاقتصاد المزوّر أصلا.
وهذا سيكون خيبة أمل حقيقيةَ.
يمكنك رؤية السبب الحقيقي وراء قرارات الحكومة الصارمة...
بالنسبه لفكرة إختبار الحب اللامشروط."
"أنا أؤمن أن الحقيقة العزلاء والحب الغير مشروط
سيكون لهما الكلمة الأخيرة على الأرض."
- الدكتور مارتن لوثر كنج الإبن - 1929-1968
عندما نفهم ان سلامة كياننا الشخصي
تعتمد كلّياً على سلامة
كل شيء آخر في عالمنا،
عندها سوف نفهم حقاً معنى الحب الغير مشروط.
لأنّ الحب هو امتداد، ورؤية كل شيء في نفسك
ورؤية نفسك في الكل لا يمكن أن تنطوي على شروط،
ففي الحقيقة، نحن كل شيء في الوقت نفسه.
إذا كان صحيحا أن مصدرنا من مركز نجم،
كل ذرّه فينا مصدرها مركز نجم،
فهذا يعني اننا كلنا نفس الشيء.
حتى آلة بيع المشروبات الغازيّة أَو عقب سيجارة مرمية على الشارع في مدينة بافالو
كلها مصنوعة من الذرات التي أتت من النجم.
تمت إعادة تدويرها كلها آلاف المرات،
مثلك ومثلي. لذا، لا يوجد احد غيري هناك.
إذن ما المخيف هناك؟
ما الذي يجعلنا نبحث عن العزاء؟
لا شيء، لا يوجد ما يدعو الى الخوف لأن الكل هو نحن.
المشكلة هي أنه تم تفريقنا عندما ولدنا
تم إعطاؤنا إسماً وهويةً وأصبحنا افراداً.
لقد فُصلنا عن الوحدانية، وهذا ما يستغله الدين.
.
أن الناس يتوقون ليكونوا جزءا من الوحدانية مرة أخرى.
فيستغلون هذا، و يسمونه الله، ويقولون أن لديه قوانين.
وأنا اعتقد أن هذا قاسٍ.
أعتقد أن بامكانك فعلها بدون الدِّين.
...إذا أراد زائر من الفضاء الخارجي أن يفحص الفروق بين المجتمعات الانسانية
سيجد هذه الاختلافات تافهة مقارنة بأوجه الشبه...
حياتنا، ماضينا ومستقبلنا مرتبطين بالشمس والقمر والنجوم...
نحن البشر قد رأينا الذرات التي تشكل الطبيعة والقوى التي نحتت هذا العمل...
.
ونحن، نحن الذين نجسّد عيون وآذان وأفكار ومشاعر الكون،
وقد بدأنا على الأقل بالتساؤل حول أصولنا...نحن مكونات النجوم التي تتأمل في النجوم،
.
مجموعات منظمة من عشَرات مليارات الذرات،
نفكر في تطور الطبيعة ، نتّبع الدرب الطويل
الذي أدى الى ظهور الوعي هنا على كوكب الأرض...
ولائاتنا هي لاصناف الحياة و للكوكب، نحن نتكلم بالنيابة عن الأرض.
واجبنا في البَقاء والازدهار لا ندين به فقط لأنفسنا
ولكن ندين به أيضاً لذلك الكون القديم الواسع الذي منه نـنبثق.
نحن جنسٌ واحد. نحن مكونات نجم نحصد ضوء النجم.
- كارل ساغان - 1934-1996
حان وقت الدعوة الى الوحدة
فنظمنا الاجتماعية اصبحت بالية و قد تمزقت،
حان وقت العمل معا من أجل خلق مجتمع، مستدام وعالمي
حيث يتم رعاية كل شخص فيه وكل شخص فيه حرٌ بحق.
.
معتقداتك الشخصية، أيا كانت،
لا معنى لها عندما يتعلق الأمر بضروريات الحياة.
كل إنسان يولد عاريا،
محتاجاً إلى الدفئ، الغذاء، الماء، والمأوى.
كل شيء آخر هو من الكماليات.
لذلك، فإن أهم مسألة للتداول فيها
هي الإدارة الذكية لموارد الأرض.
لا يمكن أن يتحقق هذا أبدا في النظام المالي،
لأن السعي وراء الربح هو سعي للمصلحة الذاتية
لذلك فإن عدم التوازن هو جزءٌ من النظام.
في الوقت ذاته، السياسيون عديمي الفائدة،
لأن مشاكلنا الحقيقية في الحياة هي تقنية وليست سياسية.
اضافة الى ذلك، فالأيديولوجيات التي تفرّق الإنسانية،
.
كالدِّين، يجب على المجتمع ان يعيد التفكير بها جيداً
فيما يتعلق بقيمتها، هدفها، وأهميتها الإجتماعية.
ونأمل، مع الوقت،
أن يفقد الدين ماديته وأساساته الخرافية
وينتقل إلى ميدان الفلسفة المفيد.
الحقيقة هي، أن المجتمع اليوم هو رجعي،
مع سياسيين يتحدثون باستمرار عن الحماية والأمن
بدلا من الإبداع ، الوحدة والتقدم.
تنفق الولايات المتحدة وحدها الآن نحو
500 بليون دولار سنويا على الدفاع.
وهو ما يكفي لإرسال كل طالب في أمريكا
لأربع سنوات في الجامعة.
في الأربعينات، انتج مشروع مانهاتن
أول سلاح دمار شامل حقيقي.
وقد وظف هذا البرنامج 130,000 شخص، بكلفة مالية عالية جدا.
تخيل حياتنا اليوم لو أن تلك المجموعة من العلماء،
بدلا من العمل على طرق لقتل الناس،
عملت على خلق عالم مكتفٍ ذاتياً.
لكانت الحياة اليوم مختلفة جدا لو كان ذلك هدفهم حينها.
.
بدلا من أسلحة الدمار الشامل،
حان الوقت لإطلاق أمر أقوى بكثير.
أسلحة الخلق الشامل.
قدسيتنا الحقيقية تكمن في قدرتنا على الخلق.
مسلحين بفهمنا للروابط التكافلية في الحياة،
مُسترشِدين بالطبيعة المنبثقة للواقع،
لا يوجد شيء لا يمكننا تحقيقه.
بالطبع، نواجه عراقيل قوية
متمثِّلة بهياكل المؤسسات القائمة التي ترفض ان تتغير.
.
في قلب هذه البُنيات يوجد النظام المالي.
كما شرحنا في البداية، سياسة الاحتياطي النسبي
هي شكل من أشكال العبودية من خلال الدَّيـْـن
وفيه من المستحيل للمجتمع أن يكون حرا.
بدورها، رأسمالية السوق الحرة المتمثلة بالتجارة الحرة،
تستعمل الدَيـْـن لسَجْن العالم والتلاعب بالبلدان لجرّها
نحو التبعية لحفنة من القوى التجارية و السياسية الكبيرة.
بصرف النظر عن هذه اللا أخلاقيات الواضحة،
النظام نفسه قائم على المنافسة،
التي تدمر فوراً إمكانية
التعاون على نطاق واسع من أجل المصلحة العامة.
وبالتالي شل أي محاولة حقيقية لتحقيق استدامة عالمية.
هذه الهياكل المالية والشركاتية هي بالية الآن،
ويجب تجاوزها.
بالطبع، لا يمكننا ان نكون ساذجين لدرجة ان نعتقد أن
النخبة التي تدير الأعمال التجارية والمالية سوف تفرح بهذه الفكرة
لأنها سوف تفقد القوّه والسيطرة.
ولذلك، يجب اتخاذ إجراءات إستراتيجية للغاية بصورة سلمية.
أقوى مسار للعمل هو بسيط.
علينا تعديل سلوكنا
لإجبار هياكل السلطة أن تنحني لإرادة الشعب.
يجب ان نتوقف عن دعم النظام.
الطريقة الوحيدة لتغيير المؤسسة
هي عبر رفضنا للمشاركة بها بالتزامن مع
النقد المستمر لعيوبها و فسادها اللانهائيان.
فهم لن يتخلوا ببساطة عن النظام المالي،
لصالح خططٍ نوصي بها.
على النظام أن يفشل،
وعلى الناس ان يفقدوا ثقتهم في قادتهم المنتخبين.
وسيكون ذلك نقطة تحول رئيسية
إذا عـُرض مشروع فينوس كبديل محتمل.
اذا لم يتم ذلك، فإني أخاف العواقب.
تُشيرُ التوقعات الآن إلى أنّ بلادنا تتجـه نحو الإفلاس.
من الأرجح أن تصبح بلادنا
دكتاتورية عسكرية حتى تمنع أعمال الشغب
والانهيار الاجتماعي الكامل.
وبمجرد أن تنهار الولايات المتحدة، فجميع الثقافات الأخرى
ستواجه ذات الأمور.
واعتبارا من الآن، فالنظام المالي العالمي
على شفير الإنهيار بسبب قصوره.
ذكرَ جهاز مراقبة العملات عام 2003
أن الفوائد على الديون الوطنية للولايات المتحدة
لن تكون قابلةً للتسديد خلال أقل من عشر سنوات.
هذا يعني من الناحية النظرية افلاسا كاملا لاقتصاد الولايات المتحدة
وتأثيراته على العالم هائلة.
بدوره، فالنظام الاحتياطي النسبي المالي
وصل إلى حدودُ توسعه النظرية
والفشل المصرفي الذي تراه هو فقط البداية.
وهذا هو سبب قفزة التضخم الهائلة، ديوننا بلغت مستويات قياسية
.
والحكومة والمصرف الإحتياطي الاتحادي ينزفان مالا جديداً
لإنقاذ النظام الفاسد.
لان الطريقة الوحيده للحفاظ على المصارف
هي عبر صكِّ المزيد من المال.
الطريقة الوحيدة لصكِّ المزيد من المال هي عبر خلق المزيد من الديون والتضخم.
.
انها مجرد مسألة وقت قبل ان تنقلب الأدوار
ولن يكون هناك أحد على استعداد لتقديم قروض جديدة
بينما يزداد التخلف عن الدفع لأن الناس غير قادرين
على سد قروضهم الحالية.
عندها سوف يتوقف التضخّم.
وتبدأ التقليصات على نطاق لم نره من قبل،
منهيا قرناً كاملا من البرامج الهرمية.
لقد بدأ هذا بالفعل.
لذا، يجب علينا فضح هذا العجز المالي لما هو عليه،
باستخدام هذا الضعف لصالحنا.
هذه بعض الاقتراحات:
قم بفضح الإحتيال المصرفي.
سيتي بنك، جيه بي مورغان تشايس و بنك اوف امريكا
هي وحدات السيطرة الأقوى
ضمن نظام الإحتياطي الاتحادي الفاسد.
لقد حان الوقت لمقاطعة هذه المؤسسات.
إذا كان لديك حساب مصرفي أو بطاقة ائتمان مع أي منها،
قم بتحويل أموالك لبنك آخر.
إذا كان لديك رهن عقاري، قم بإعادة التمويل مع بنك آخر.
إذا كنت تملك أسهمهم، قم ببيعها.
إذا كنت تعمل عندهم، إستقل.
هذه المبادرة هي تعبير عن الإزدراء
من السلطات الحقيقية الكامنة وراء الإحتكار المصرفي الخاص
المعروف باسم الاحتياطي الاتحادي.
ولسوف ينشئ وعي بالنسبة لاحتيال النظام المصرفي نفسه.
ثانياً: أغلق اخبار التلفاز.
قم بزيارة وكالات الأنباء المستقلة الناشئة على شبكة الانترنت
للحصول على المعلومات.
FOX ،ABC ،NBC ،CNN وغيرها
تقدم كلَّ الأخبار منتقاة مسبقا للحفاظ على الوضع الراهن.
عند امتلاك أربع شركات لجميع وسائل الإعلام الرئيسية،
الإعلام الموضوعي يكون امراً مستحيلًا.
وهذا هو الجمال الحقيقي للإنترنت،
قد بدأت المؤسسات بفقدان السيطرة
بسبب هذا التدفق الحر للمعلومات.
يجب علينا حماية شبكة الإنترنت في جميع الأوقات،
لانها بكل صدقٍ مخلّصنا الآن.
ثالثاً: لا تسمح لنفسك ابداً، لعائلتك أَو لأي شخص تعرفه
.
بالإنضمام الى الجيش ابداً.
هذه مؤسسة بالية،
تـُـستخدم الآن حصرا للحفاظ على مؤسسة
لم تعد ذات أهمية.
يعمل الجنود الامريكيون فى العراق لصالح شركات أمريكية،
وليس لصالح الناس.
تجـبرنا الدعاية ان نعتقد بأن الحرب أمر طبيعي
وأن الجيش هو مؤسسة مـُشـرِّفة.
إذا كانت الحرب أمر طبيعي،
لماذا هناك 18 حالة انتحار كل يوم
بين الجنود الاميركيين السابقين، الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة؟
.
إذا كان جنودنا الرجال والنساء مكرّمين الى هذا الحد،
فلماذا 25% من المشردين الأمريكيين هم من الجنود السابقين؟
.
رابعا: توقف عن دعم شركات الطاقة.
.
إذا كنت تعيش في منزل منفصل، تخلّص من إرتباطك بشبكة التيار الكهربائي.
.
إستكشف كل الوسائل التي من شأنها جعل منزلك مستدام ذاتياً
باستخدام الطاقة النظيفة.
الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى
أصبحت الآن في متناول المستهلك،
ونظرا للارتفاع المستمر لتكاليف الطاقة التقليدية،
من المرجح ان تصبح إستثمارا ارخصاً مع الوقت.
إذا كنت تقود، حاول إقتناء أصغر سيارة يمكنك الحصول عليها
وادرس إمكانية إستعمال واحدة من العديد من تقنيات التحويل
التي يمكنها تحويل سيارتك إلى هجينه،
الى كهربائيه او تعمل على شيء عدا وقود المؤسسة.
خامساً: أرفض النظام السياسي.
.
وهم الديمقراطية هو إهانة لذكائنا.
في النظام المالي، لا يوجد شيء يُدعى ديمقراطية حقيقية،
و لم تكن موجودة أبدًا.
لدينا اثنين من الأحزاب السياسية
تملكهما نفس المجموعة من جماعات الضغط التابعة للشركات.
الشركات وضعتهم في مناصبهم.
مع شعبية مصطنعة تنشرها وسائل الإعلام التابعة لهم.
في نظام جذوره فاسدة،
اهمية تغيير الوجوه كل سنتين
قليله جداً.
بدلا من التظاهر بأن للعبة السياسية أي معنىً حقيقي،
ركز طاقتك في كيفية تجاوز هذا النظام الفاشل.
وسادساً: إنضم إلى الحركة.
.
اذهب الى موقع thezeitgeistmovement.com
وساعدنا على خلق أكبر حركة جماهيرية للتغيير الاجتماعي
قد عرفها العالم على الإطلاق.
يجب علينا تعبئة وتوعية الجميع
عن الفساد المتأصِّل في نظام العالم الحالي،
إلى جانب الحل الحقيقي الوحيد المتين،
والإعلان عن جميع الموارد الطبيعية على كوكب الأرض
ميراثًا مشتركًا لجميع الناس،
وإعلام كل شخص بالحالة الحقيقية للتكنولوجيا
وكيف يمكننا جميعا ان نكون احراراً إذا عمل العالم معا
بدلا من أن يتحارب.
والخيار يعود اليك.
يمكنك الاستمرار في كونك عبدًا للنظام المالي
يمكنك الإستمرار في مشاهدة الحروب، الكساد والظلم في جميع أنحاء العالم
في حين تشغل نفسك بالترفيه العبثي
والقمامة المادية؛
أو أن تركز كل طاقتك على التغيير الصحيح ، ذو المغزى ، الدائم ، و الشمولي
وهذا الخيار لديه القدرة الواقعية لدعم
وتحرير كل البشر بدون ترك أي أحد.
ولكن في نهاية المطاف، أهم تغيير
يجب أن يحدث أولا في داخلك.
الثورة الحقيقية هي ثورة وعي،
ويجب على كل واحد منا إزالة
الضوضاء المادية الملهية
التي تمّ تكييفنا لنظن بأنها حقيقية؛
بينما نكتشف، نعزز ونرتب
الإيمائات المنبعثة من وحدانيتنا الحقيقية.
يعود الأمر اليك.
ما نحاول تحقيقه في كل هذه المناقشات والمحادثات هنا
أن نرى إن كان بإمكاننا إحداث التحويل الجذري في الذهن.
عدم تقبّل الاشياء كم هي...
بل أن نفهمها، أن نسبر اغوارها، أن نتفحصها،
سلِّم قلبك وذهنك حاول وكل ما تملكه لتكتشف
طريقة للعيش بشكلٍ مختلف.
لكن ذلك يعتمد عليك وليس على شخص ىخر.
لأنه في هذا لا يوجد أي معلم،
لا يوجد طالب،
ليس هناك قائد،
ليس هناك معلم روحي،
ليس هناك سيد ، أو منقذ.
أنت نفسك المعلم والتلميذ، أنت السيد، أنت المعلم الروحي، وانت القائد،
انت كلُّ شيء!
و
معنى أن تفهم
هو ان تــــتــــــــحـــــــــــوَّلْ."