إن درجة حرارة الأشياء ما هي إلا مقياسٌ لاهتزاز الذرات
والجزيئات التي يتكون منها هذا الشيء إهتزازٌ أكثر درجةُ حرارةٍ أعلى
إهتزاز أقل درجةُ حرارة أقل
طبعاً عندما ترتفع درجة حرارة الشيء يكون ساخناً، وعندما تنخفض
درجة حرارته يكون بارداً. صحيح؟
ممممممم ليس بالتحديد
إذا لمست قطعة معدن وكتاباً كانا في الثلاجة، ستكون قطعة المعدن
أبرد بكثير، قام (ديريك) بتجربة ذلك ونشره في قناته(فيريتاسيوم)
ولكن عليك تجربة ذلك بنفسك لتصدق! فالكتاب والمعدن فعلاً
عند درجة حرارة واحدة كما يُظهر مقياس درجة الحرارة، ولكن ملمس المعدن أبرد
هذه ليست خدعة ذهنية، فنحن نجد المعدن أبرد
من الكتاب لسبب فيزيائي جداً: فالمعدن ناقل والورق عازل
لذلك فالطاقة، أو إهتزاز الجزيئات تمتصه أيدينا بشكل أسرع
من المعدن مقارنةً بالكتاب.حتى لو كانت حرارة الكتاب والمعدن هي ذاتها
يتسبب المعدن بانخفاض درجة حرارة أيدينا بشكل أسرع وهكذا نشعر
أن المعدن أبرد، لأن درجة حرارة أيدينا هي ما نشعر به حقاً
إنها تماماً كما يقيس مقياس الحرارة الزئبقي درجة حرارته فقط
ثم باستطاعتك بشكل غير مباشر قياس درجة حرارة الأشياء بوضعها
على تماس معه
وبالمثل، فإن الأعصاب الحسية في جلدنا تستطيع فقط أن تقيس درجة حرارة
الجلد نفسه وليس أي شيءٍ آخر. فعندما نلمس شيئاً، لا نشعر
ولكن نشعر بأثره على جلدنا، بمعنى: مدى وسرعة
نقله لطاقته الحرارية، والتي هي إهتزاز الجزيئات منا وإلينا
إن قدرة نقل الطاقة الحرارية هي السبب في أن حرارة البخار من أعلى موقدك
تبدو أعلى من لفحة هواءٍ ساخن جاف من فرنك، حتى لو كان الفرن
لديه درجة حرارة أعلى، فبخار الماء ينقل اهتزاز الجزيئات إلى جلدك
أكثر من الهواء العادي
في الحقيقة فإن من المغري القول أن (الساخن) و(البارد) هما مبدآن مختلفان كلياً
عن (درجة حرارة عالية) و(درجة حرارة منخفضة) حتى لو كنا نخلط بين التعبيرين
فكلمة (ساخن) تعني: يعطي الكثير من الطاقة، أما (درجة حرارة مرتفعة) فتعني:
لديه قدر كبير من الطاقة. وكما يعلم كل من عمل بجمع التبرعات، إذا امتلك أحدهم
الكثير، لا يعني أنهم يمنحون الكثير منه.