السغر عبر الزمن أمر معقّد - وصعب لذا، لننسى موضوع التناقضات
ولنتحدّث عن بعض الطرق البسيطة التي تمكّنك من السفر عبر الزمن دون مغادرة بيتك.
أولاً،
1- لا تفعلي شيئاً - فأنت حالياً تسافرين عبر الزمن! ها أنت ذي، خمس عشرة ثوان
في المستقبل منذ بدأت بمشاهدة هذا الفيديو! أمر سهل، أليس كذلك؟ نحن دائماً مسافرون
نحو الأمام في الزمن. لكن هذا النوع من السفر عبر الزمن ممل.
الأمر الشّيّق هو السفر عبر الزمن نسبة لبقية العالم. للقيام بذلك...
2- ابدئي بالسير. بهذه الطريقة ستسافرين عبر الزمن نسبة لشخص آخر واقف في مكانه!
لقد اكتشفنا منذ أكثر من قرن أن الزمان والمكان هما في الحقيقة عنصران لمكون واحد: "الزمكان"
وكلّما تحركنا بسرعة أكبر، كلّما مرّ الوقت بشكل أبطأ.
إذا قمت بالسير حول الحيّ، ستكونين 3 فمتوثانية أصغر من صديقك الذي بقي في المنزل.
إلا أنك، كي تبدئين بالسير، اضطررت للـ...
3- الوقوف. أنت الآن أبعد عن الأرض، ولهذا قوة الجاذبية أصبحت أضعف قليلاً بالنسبة لك.
وهذا يعني أنك سافرت عبر الزمن بالنسبة لصديقك الذي بقي جالساً.
هذا صحيح، الجاذبية الأقوى أيضاً تجعل الوقت أبطأ. إذا بقيت واقفةً لمدة دقيقة، فإن أقدامك سيمرّ عليها
10 فمتوثانية أقل من الوقت الذي سيمرّ على رأسك. الأقمار الصناعية لنظم تحديد المواقع (GPS) في المدارات المرتفعة
تتعرض لجاذبية الأرض بشكل أضعف، وبالتالي تسافر عبر الزمن أسرع منّا بشكل ملحوظ.
لهذا السبب، الساعات في تلك الأقمار تكون معايرة لتعمل بشكل أبطأ.
لكنك ربما ترغبين بالسفر عبر الزمن أكثر من مجرد بضعة فمتوثوان.
استعدي ليبدأ رأسك بالدوران. أقصد... الكون.
4- إذا كان الكون كلّه يدور بسرعة كبيرة، فنظرية النسبية العامة تتنبأ بوجود عدد هائل
من الحلقات الزمنية (time-loop). إذا تحرّكت على مسار إحدى هذه الحلقات، ستشعرين دائماً
أنك تتحركين نحو الأمام عبر الزمن، لكنّك في النهاية ستقومين بدورة كاملة وتعودين
إلى مكان وزمان في ماضيك. الأمر يشبه إلى حدّ ما السير على الأرض باتجاه واحد...
انحناء الأرض سيعود بك دائماً إلى المكان الذي انطلقت منه.
للأسف، الكون لا يدور حول نفسه. قد يكون من الأسهل أن تبني...
5- اسطوانة لامتناهية الطول ذات كثافة هائلة تدور حول نفسها، وتسبب انحناء الزمكان
بشكل كاف لتشكيل حلقات زمنيّة. المشكلة هي: كيف نبني شيئاً لامتناه في الحجم؟
ربما نستطيع أن نكتف بجعله كبيراً جداّ جداّ؟ هممممم... كلا.
إذا أردت أن تضعي آلة الزمن هذه في حيّز منته من الفضاء، ستحتاجين إلى "طاقة سلبية"،
-ولا أحد يعرف كيفية الحصول عليها- وإلا ستحصلين على ثقب أسود.
لكن، ماذا لو، عوضاً عن الثقب الأسود...
6- بنينا ثقباً دودياً (wormhole)؟ الثقوب الدودية هي جسور افتراضية -لكن غير مستحيلة فيزيائياً-
عبر الزمكان. إنها طرق مختصرة تستطيع بشكل فوري أن تصل بين مكانين وزمانين مختلفين في الكون.
إذا حصلت على ثقب دودي، قد تستطيعين استعماله للسفر إلى الماضي
أو إلى المستقبل
المشكلة هي أن أحداً لا يعرف كيفية بناء ثقب دودي، أو -إذا تمكّنا من بنائه-
كيفية منعه من الانهيار، كما كتب Sean Carroll ببلاغة:
"الحفاظ على الثقوب الدودية مفتوحة يتطلّب نوعاً من الطاقات السلبية. لا أحد يعرف كيفية الحصول على طاقات سلبية،
لكنهم أحياناً يطلقون عليها اسم "المادة الغريبة" (exotic matter)
ويزعمون بإمكانية تواجدها."
هذا أمر سيئ للأسف، لكن العزاء هو: أهلاً بك في المستقبل!
لقد مضت ثلاث دقائق تقريباً منذ بداية هذا الفيديو، لدينا الآن طائرات نفاثة للاستعمال الشخصي!