Tip:
Highlight text to annotate it
X
كيف نتحقق من وجود الله؟
يُطرح هذا السؤال منذ وقت سحيق
أذكر أنه طوال حياتي
سمعت أشياء كثيرة
من أشخاص متدينين
وأشخاص ملحدين
بعضهم يدّعي أن الله موجود
ولكنه موجود بشكل خاص وحصري وفقا لتعاليم دينهم
وآخرون
ينكرون وجود الله كليا
أحيانا بالإستناد إلى...
رؤيتهم وتفسيراتهم حول
الفواجع والمعاناة الموجودة في هذا العالم
وأحيانا
ينكر الناس وجود الله إستنادا على
إثباتات علمية
فبدأت أفكر
أنه على مر التاريخ
أعظم الشخصيات, أكثرها رأفة ورحمة
التي عاشت بأي وقت
بأي حضارة
بأي مكان أو زمان
كانت شخصيات كرست حياتها من أجل الله
في الديانة المسيحية
يسوع المسيح
القديس فرانسيس
كرسوا حياتهم من أجل خير الآخرين
كرسوا حياتهم لنشر المحبة
لم يدّعوا فقط أن الله موجود
ادّعوا أنهم يشعرون الله
ويقشعون الله
و...
في الدين الإسلامي
النبي محمد
تجاربه مع الله
في الديانة اليهودية
موسى
تضحيته المطلقة من أجل شعبه
تضحية نابعة عن محبة كبيرة
وشهادته عن تجربته مع الله
وفي الهند نجد أناسا مثل راما نوجاتشاريا
ومادڤا أتشاريا
لورد تشيتانيا
هذه الشخصيات
كرسوا حياتهم
لرفاهية وخير الكائنات الحية الأخرى
كانوا تجسيدا للرحمة والرأفة
وحكمة عميقة
وفلسفة
وحتى بين أناس يومنا هذا
هناك من يؤدي أعمالا رائعة وخالية من الأنانية كخدمة للآخرين
مع رضا داخلي عميق
مثل الغورو خاصتي
صاحب النعمة الإلهية بهاكتي ڤدانتي سوامي پراپهوپادا
المخاطرات
التي تحمّلها
كي يقدم العطف ومحبة الله للآخرين
هذا مذهل بعينيّ
فأفكر
هل كلهم كاذبون؟
هل يكذبون على العامة؟
هل يختلقون ما يقولونه؟
هل هم
مخدوعون
ويتكلمون عن جهل؟
إن كانوا كذلك
فإن هذا أعظم ما قد يكون
لأنه يقود إلى صفات عميقة ورائعة
محبة، رحمة ورضا داخلي
وتنوّر
ولكن...
بالنسبة لي هذا مؤكد
أنهم يقولون الحق
إنهم أشرف من وطأت أقدامهم وجه الأرض
هم يقولون ما يرونه، ما يشعرون به
ما يختبرونه، ما يدركونه
دون أي شك، إنهم يقولون الحق
ويعلـّموننا كيف نكون خيّرين حقا
يـّعلموننا عن طبيعة الذات الأبدية
وعن علاقاتنا الأبدية مع الله
وهذا، بالتالي، ما نسعى إليه
وحين ننظر من خلال أعين هذه الأرواح المبجلة ومن خلال الكتابات
نستطيع أن نرى وجود الله بكل مكان
بكل شجرة
شجرة البلوط العظيمة
بدأت من بذرة صغيرة
ملايين وملايين الأشجار تعيش وتنمو
ليست هناك تكنولوجية أو علم يستطيع خلق بذرة كهذه
كي تنمو منها شجرة كاملة
أن تبرعم منها
هذه أعجوبة
هذه أعجوبة صرفة
وكل فرد نقابله هو أعجوبة
تعوّدنا على الأعاجيب
لدرجة أننا نراها كأشياء عادية
ولكن رجل وزوجته
أو أي كان، يجتمعان
وبطريقة أو أخرى تجد البذرة طريقها إلى البويضة
الزوجان لا يعرفان ما يحدث
وتبدأ البذرة بالنموّ والتطور
وتبدأ بتطوير الأعضاء الداخلية والأطراف
والحواس
وبانضباط ومنهجية
بعد 9 شهور تقريبا
يولد طفل جميل
هل الأب والأم
يرتبان الأمور "دعنا نضيف عينين، رجلين..."؟
هما لا يعيان ما يحدث
صُنِع الكل
بيدي الطبيعة
أي ذكاء هذا!
أي تكنولوجيا مذهلة!
كل إنسان، كل صنف من الحيوانات
كل نبتة نراها
هو أعجوبة صرفة
ما وراء العلم، وراء التكنولوجيا، وراء كل شيء
هذا هو بهاء الله
هذا هو برهان الله
هذه هي أعجوبة الله
وكم تكون الحياة مبهجة
حين حقا
نستمتع
بالأعجوبة الإلهية
أينما نظرنا
بالتالي
هل يتحدر كل شيء من شيء آخر؟
أم هل يأتي كل شيء من لا شيء؟
إن لم يكن الله موجودا، فإن الكل يتحدر من لا شيء
وإن كان الله موجودا
فالله إذاً هو المصدر الذي تتحدر منه كل الأشياء
هناك آية في الڤدانتا سوترا
ما معناه: الحقيقة المطلقة، أو الله هو...
هو الشيء الذي ينبع منه كل شيء
إذاً، حتى من وجهة نظر منطقية
هل منطقي أكثر
أن الكل يتحدر من لا شيء
أم أن الكل يتحدر من شيء ما؟
لم نرَ شيئا أبدا
بتجربتنا
يتحدر من لا شيء
كل شيء يتحدر من شيء آخر
إذاً بالتالي من المنطق
أن كل الأشياء تتحدر من شيء آخر
وبنهاية الأمر، هذا الشيءالآخر المطلق
حسب كل حكماء الماضي
وكتابات كل الأجيال والأزمنة
هذا الشيء المطلق هو الله
ولكن إن كان هذا منطقيا
لماذا إذاً لا ندرسه بجدية؟
وكما هو مفسر بالكتابات الهندية
بالبهغفض غيطا
المنبع الأسمى الذي ينبع منه الكل
أو الله
ينزل إلى هذا العالم مرة تلو الأخرى
كي يكشف عن نفسه
كي يكشف
طبيعة كل الأشياء
بعلاقتها مع الله
وهذا هو عِلم تحقيق الذات
دراسة جدية وفهم
كيف يرتبط كل شيء
مع مصدره
ولعل هذه هي الدراسة
هي الأهم
لأننا حين نفهم الله
نفهم أيضا
كينونتنا
وراء النطاق الزمني
لهذه الحياة قصيرة الأمد
ويمكننا أن نفهم ما هي المحبة الحقيقية
وما هو الرضا الحقيقي في هذه العلاقة
شكرا جزيلا